بطرق بدائية.. نساء يمنيات يتوارثن مهنة استخراج الملح كمصدر للرزق

أربيل (كوردستان24)- تتوارث مئات النساء في مدينة المكلا اليمنية مهنة استخراج الملح البحري بطرق تقليدية وأدوات بسيطة، كمصدر للرزق وتوفير لقمة العيش لأسرهن، في ظل الأوضاع المعيشية والإنسانية التي خلفتها الحرب طوال عشر سنوات.
في مدينة المكلا الساحلية شرقي اليمن، تحث عشرات النساء الخطى عند ساعات الصباح في رحلة شاقة للبحث عن الرزق، مقصدهن هو المملاح البحري.
مملاح ميفع شرقي المدينة هو محطة الوصول، هنا تنتشر النسوة على أحواض الملح، وتبدأ كل واحدة منهن في استخراجه بطريقة بدائية، بيدين مرهقتين، وتجاعيد رسمها الزمن، تواصل الحجة "مطر" العمل في هذه المهنة لتوفير متطلبات الحياة.
وقالت مطر العولقي التي تعمل عاملة في المملاح لكوردستان24 "عملت مع والدتي في المهنة منذ كان عمري عشرة أعوام. تزوجت وأنجبت أولادا وما زلت أعمل حتى هذا العمر أعمل. نعبئ الملح الذي استخرجناه في أكياس كبيرة، ونأخذه إلى القرية، ونبيعه متى ما أتى المشترون".
هذا المملاح يحوي ثلاثة آلاف حوض، كل حوض يُستخرج منه ما يقدر بمائة وخمسين كيلو من الملح.
في بيئة قاسية وطقس صعب، تعمل في المملاح نحو خمسمائة امرأة خلال أيام متفرقة لمدة تقدر بعشر ساعات يوميا. يبدأ العمل بحفر الأحواض وسحب مياه البحر إليها لتتبخر خلال أيام، وبعدها يتم جمع الملح من الأحواض يدويا. عمل معقد تتخلله صعوبات متعددة.
وقال رئيس جمعية الحسين لانتاج الملح البحري خميس باحتروش لكوردستان24 "هم بحاجة إلى توسيع وإعادة تأهيل الأحواض، فمساحة المملاح كبيرة، ويمكن استغلالها وتوسعة الأحواض إلى أكبر مما هي عليه الآن، حتى يرتفع مستوى العائد للمستفيدين".
وفي معامل متواضعة تقوم النساء بتنقية الملح، ووضع اللمسات النهائية قبل مرحلة التغليف.
تمثل هذه المهنة مصدرا هاما لدخل مئات الأسر اليمنية، خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، كما أنها مهنة تقليدية تعكس ارتباط المجتمع المحلي بموارده الطبيعية، وهو نشاط يحتاج لدعم منتظم من أجل ضمان مواصلته.
تقرير: أيمن قائد - كوردستان24