مهرجان الكشك في كوشخاني: تقليد يعيد التلاحم الاجتماعي في كوردستان الشرقية

أربيل (كوردستان 24)- في قرية كوشخاني، الواقعة ضمن حدود مدينة سيلاواي بين مدينتي مريوان وسنة في كوردستان الشرقية (الجزء الواقع ضمن جمهورية إيران الإسلامية)، يُقام سنوياً خلال فصل الشتاء مهرجان فريد يحتفي بطبق محلي يُعرف باسم "الكشك".

الكشك هو طبق تقليدي يُحضَّر من القمح و"الباجة"، وهي (أكلة شعبية تتكون من أجزاء مختلفة من الخروف مثل الأرجل والرأس والأحشاء المحشوة بالأرز وقطع اللحم). هذا الطبق يعكس تراثاً عريقاً في المنطقة، حيث كانت عادة تحضيره تقليداً قروياً قديماً قبل أن يتحول في السنوات الأخيرة إلى مهرجان يجمع الناس من القرى والمدن المحيطة.

يقول كامران أحمدي، عضو المجلس الإسلامي في القرية: "الكشك طعام وطني، ويتم تحضيره بتعاون كامل بين جميع سكان القرية. الهدف من المهرجان هو تعزيز التلاحم الاجتماعي من خلال الطهي المشترك، وقراءة القرآن، وإنشاد القصائد مع الدف".

في هذا الحدث السنوي، يجمع سكان القرية المكونات الأساسية لتحضير الكشك مثل القمح والباجة والدقيق، ويبدؤون طهي الطبق معاً في الساعات الأولى من الصباح. بعد صلاة الفجر، يتم توزيع الكشك على الجميع، في أجواء تسودها البهجة والمحبة.

يشارك في المهرجان سكان كوشخاني وأهالي القرى المجاورة، بالإضافة إلى العائلات التي انتقلت للعيش في المدن، حيث يعودون إلى القرية خصيصاً لحضور هذا الحدث.

بيمان زاكري، أحد المشاركين في المهرجان، يقول: "يُقام هذا الاحتفال كل عام، ونأتي مع عائلاتنا لنقضي وقتاً ممتعاً. والدي يستيقظ مبكراً للمشاركة في التحضير، ونستمتع بالأجواء المميزة".

أما دانا ويسي، فيضيف: "الجو هنا رائع. الجميع متحمسون للحضور والمشاركة، والاحتفال يجمع بين الأصدقاء والأقارب في أجواء لا تُنسى".

يشبه تناول الكشك في المهرجان وجبات العيد الصباحية (عيدي الفطر والأضحى)، حيث يُقدَّم كوجبة إفطار، كما يتم تحضيره في المناسبات الاجتماعية الكبرى مثل حفلات الزفاف. وللحفاظ على هذا التقليد المتوارث، بدأ سكان كوشخاني تنظيم مهرجان الكشك خلال فصل الشتاء، مما جعل من هذا الطبق رمزاً للتآخي والاحتفاء بالتراث في كوردستان الشرقية.