"جسر الخوف" في سكيوه بذي قار.. طلابٌ يعبرون إلى مدارسهم على قنطرةٍ متهالكةٍ تُهدد حياتهم

أربيل (كوردستان24)- بخطواتٍ حذرةٍ ونبضاتٍ تتسارع مع كل خطوة، يعبر طلاب منطقة سِكْيُوهْ في قضاء الدواية شمال محافظة ذي قار الجسر الحديدي المتهالك صباح كل يوم في طريقهم إلى مدرستهم، وسط خوفٍ دائمٍ من السقوط في مياه النهر أسفلهم، ما يحوّل رحلتهم اليومية إلى مغامرةٍ محفوفةٍ بالخطر.
وتصف الطالبة زينب معاناتها قائلةً: "دائمًا نعبر هذا الجسر المكسور، ومنذ أن كنتُ في الصف الأول الابتدائي وأنا أعبر عليه. في أيام المطر يصبح العبور مستحيلًا لأنه يتحول إلى كتلةٍ طينية، حتى أن أختي الصغيرة لا تتمكن من العبور إلا إذا رافقتها."
من جهتهم، يؤكد الأهالي أن تهالك الجسر لم يعد يحتمل المزيد من الإهمال، حيث يقول المواطن أبو أحمد العبودي: "القنطرة منهارة وأعمدتها الحديدية أصبحت قديمةً وشبه تالفة. حاولنا دعمها بإضافة مساند حديدية، لكنها غير نظامية. وقد سقط بعض الطلاب في النهر، وقمنا بإنقاذهم بأعجوبة."
وباتت المخاطر المتكررة سببًا في حرمان بعض الأطفال من مواصلة تعليمهم، إذ اضطر عددٌ من الأهالي إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة خوفًا على سلامتهم، خصوصًا بعد وقوع حوادث غرقٍ في الآونة الأخيرة. ويعبر المواطن حسين عباس عن استيائه قائلًا: "آخر حادثة غرقٍ وقعت هنا، كانت لاخي الذي كان طالبا في المدرسة، ولم يأتِ إلينا أحدٌ من المسؤولين، وحتى القنوات الإعلامية لم تُلقِ بالًا لمعاناتنا."
بدوره، قال المواطن علي عودة: "هذه أول وسيلة إعلامية تزورنا منذ عام 2003. معاناتنا كثيرة، ونطالب بتعبيد الشوارع وتوفير مياه الشرب والمستوصف الصحي، علمًا أن مدرستنا الوحيدة بُنيت من قِبَلِ منظمةٍ إنسانية."
وفي انتظار أن يُصغي المعنيون إلى نداءات السكان، يبقى حلمُ أطفال سِكْيُوهْ أن يروا جسرًا جديدًا يحميهم من خطر السقوط في النهر، فهل يتحقق هذا الحلمُ على أيدي المسؤولين؟ أم يبقى مجرد أملٍ في محافظةٍ تغرق في بحرٍ من النفط بينما أبناؤها يعبرون جسرًا متهالكًا كل صباح؟