رمضان في قريةٍ كوردستانية.. صيام لا يوقف عجلة العمل

أربيل (كوردستان 24)- لم يُثنِ الصيام سكان قرية كوندك بمحافظة دهوك في إقليم كوردستان العراق، عن أداء أعمالهم اليومية، حيث يستمر الفلاحون بحراثة الأرض وزراعة الحقول، بينما يلازم مربو الماشية قطعانهم كالمعتاد، في مشهد يعكس صلابة الحياة الريفية.

في مزرعته، ينهمك العم شاكر في تقليم أشجار التين، مجسّداً روح المثابرة التي يتحلى بها أهل القرية المعروفة بمنتجاتها الزراعية المتنوعة. يقول شاكر حيدر، فلاح من القرية، لـ كوردستان24: "نحن، أهل القرية، نبدأ أعمالنا في الصباح ونستريح مع حلول المساء. رغم الصيام، لا نتوقف عن أداء مهامنا، لكن طبيعة عملنا تعتمد على الطقس؛ فإن هطلت الأمطار نؤجل العمل، وإن كان الجو مناسباً نواصل دون تردد. هكذا هي حياتنا في رمضان".

أما الرعاة، فهم يواجهون تحدياً مضاعفاً في رمضان، إذ يقضون ساعات النهار الطويلة في رعاية ماشيتهم تحت الشمس وفي الحقول. يتحدث سلمان محمد، راعٍ من القرية، عن معاناته اليومية قائلاً: "رمضان يمثل تحدياً كبيراً لنا، إذ لا يمكننا ترك ماشيتنا في المنازل، بل يجب أن نرعاها يوميًا مهما كانت الظروف. نشعر بالجوع والعطش، لكننا نتحمل المشقة لأن هذه مسؤوليتنا".

رغم التعب والجوع، يواصل أهالي القرية أعمالهم بروح الصبر، معتمدين على دعم الطبيعة التي منحتهم هذا العام طقسًا أكثر اعتدالًا، ما خفّف من صعوبة العمل أثناء الصيام. 

يقول رقيب إسماعيل، نحّال من القرية، لكوردستان24: الحمد لله، رمضان هذا العام أفضل من الأعوام السابقة. ففي السنوات الماضية كان الحر شديدًا، مما يزيد من مشقة العمل. أما هذا العام، فقد تزامن الشهر الفضيل مع فصل الشتاء، وأصبح الطقس أكثر اعتدالًا، مما يتيح لنا الاستمرار في أعمالنا اليومية دون انقطاع".

إيقاع الحياة في الريف لا يعرف التوقف، فالمواسم الزراعية محكومة بجداول زمنية دقيقة تتبع تقلبات الطبيعة على مدار العام. ورغم ما تتطلبه الحياة القروية من جهد ومشقة، إلا أن سحر المشاهد الطبيعية وأصواتها الهادئة في رمضان يضفي على الأيام روحًا من السكينة والرضا.

آري حسين – مراسل كوردستان24