ترامب يضفي بريقه على المكتب البيضوي في البيت الأبيض

أربيل (كوردستان24)- تعهد دونالد ترامب أن ينقل الولايات المتحدة إلى "عصر ذهبي جديد"، ويبدو أنه بدأ بتحقيق وعوده بعد شهرين فقط على توليه الرئاسة الأميركية... عبر تغييرات براقة في المكتب البيضوي.

ملأ الثري الذي دخل عالم السياسة من باب قطاع العقارات، المكتب البيضوي، محور نشاط الرئيس الأميركي وحيث يستضيف زواره، بتحف مذهبة وواقيات لامعة للكؤوس تحمل اسمه، وغطى كامل مساحة الجدران تقريبا بصور لأسلافه وضعت في إطارات ذهبية اللون.

ويبدو أن عملية إعادة التزيين ما زالت في بدايتها، اذ تضاف قطعة جديدة كل أسبوع، آخرها نسخة من إعلان الاستقلال الذي مهّد الطريق لتحرّر الولايات المتحدة من التاج البريطاني قبل 250 عاما.

ويحوّل الرئيس البالغ 78 عاما، والذي عرف بتجربته في برامج تلفزيونية قبل مسيرته السياسية، المكتب البيضوي رويدا رويدا الى مزيج من استوديو تصوير وملكية عقارية حصرية.

ويقول بيتر لوج، مدير كلية الإعلام في جامعة جورج واشنطن الأميركية، إن "الرئيس ترامب يؤدي بشكل جيد دور دونالد ترامب" الآتي من عالم العقارات والتلفزيون وحياة البذخ والترف.

أضاف "العرض هو الأساس. البريق هو جزء من العرض. سيكون من المفاجئ ألا يحوّل ترامب المكتب البيضوي الى موقع تصوير تلفزيوني يعكس علامته التجارية".

 

الرؤساء السابقون 

لكن التغييرات التي يجريها ترامب ليست شكلية حصرا.

فالمكتب البيضوي هو من أبرز رموز القوة السياسية الأميركية، وفيه يجري غالبية لقاءاته مع الصحافيين في البيت الأبيض ويستقبل القادة والمسؤولين الأجانب، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طبعت زيارته الأخيرة مشادة كلامية أمام عدسات الكاميرات في هذا المكتب مع الرئيس الأميركي ونائبه جاي دي فانس.

لذا، لم تكن إضافة صورة جيمس فولك الذي تولى الرئاسة في القرن التاسع عشر، مصادفة. ففي عهد رئيسها الحادي عشر، بدأت الولايات المتحدة أكبر مرحلة توسع، من خلال الاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي على الساحل الغربي والجنوب الغربي وتكساس.

وحملت إضافة صورة فولك رمزية بالغة في وقت يثير ترامب الخشية في العالم من خلال التحدث علنا عن ضمّ غرينلاند واستعادة قناة بنما والسيطرة على قطاع غزة وجعل كندا ولاية أميركية.

 

ذهب واستقلال 

ويختار الرؤساء الأميركيون معظم مكونات التصميم الداخلي للبيت الأبيض من المصادر ذاتها، بما فيها تشكيلة اللوحات والتحف الفنية للمقر الرئاسي، الا أن كلا منهم غالبا ما ينجح في وضع لمسته الخاصة.

ويبدو الاختلاف جليا بين المكتب البيضوي في عهد الديموقراطي جو بايدن، وترامب الذي خلفه رسميا اعتبارا من 20 كانون الثاني/يناير.

وسأل ترامب في حديث الى شبكة "فوكس نيوز" الثلاثاء "هل تعتقدون أن جو بايدن كان ليقوم بذلك؟ لا أعتقد ذلك"، وهو يزيح الستارة ليكشف تعليق إعلان الاستقلال على جدار في المكتب البيضوي.

وخلال ولايته، رفع بايدن صور خمس رؤساء سابقين على جدار مدفأة المكتب. الا أن هذا العدد ارتفع الى تسع في ولاية ترامب، من دون احتساب صور أسلافه التي رفعت في أنحاء أخرى من الغرفة.

وفي حين وضع الرئيس السابق نبتة لبلاب سويدي خضراء كبيرة على الحافة العلوية للمدفأة، استبدلها ترامب بسبع تحفٍ مذهبة يعود بعضها الى أكثر من 200 عام.

وأبقى ترامب على التمثال النصفي لزعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي كان موضوعا خلال ولاية بايدن، لكنه أعاد الى المكتب تمثالا نصفيا لرئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، كان قد وضعه خلال ولايته الأولى (2017-2021).

هل تفاجئ التغييرات البراقة في المكتب البيضوي أحدا؟ يُستبعد ذلك، لا سيما أنها صادرة عن رئيس أطلق حملته الرئاسية الأولى من على سلم كهربائي مطلي بالذهب في برج "ترامب" بنيويورك.

وعرف عن ترامب طباعته لاسمه على كل ما يمتّ إليه بصلة، من المباني الى نسخ من الإنجيل، وهو غالبا ما يسعى في أي عمل يقوم به، الى أن يعكس مزيجا من العلامة الشخصية والقوة.

ولم تكن مسيرته السياسية استثناء.

في الآونة الأخيرة، يبقي ترامب في البيت الأبيض خريطة كبيرة لـ"خليج أميركا"، في إشارة الى خليج المكسيك الذي أعادت إدارته تسميته.

ويتردد أنه يعتزم كذلك رصف حجارة في حديقة "روز غاردن" التي يطل عليها المكتب البيضوي، لجعلها شبيهة بباحة منتجعه مارالاغو في فلوريدا.

وتبقى إحدى أكثر اللمسات التي يفخر بها ترامب، خارج المكتب البيضوي.

فهو علّق في الردهة قرب بابه غلاف صحيفة نشرت على صفحتها الأولى الصورة الجنائية التي التقطت له عام 2023، حين كان يلاحق بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية 2020 في ولاية جورجيا، موضوعا في إطار مذهب.