ديار بكر تستعد للعيد وسط تحديات اقتصادية وارتفاع الأسعار

أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يتجه المواطنون في مختلف المناطق بمدينة ديار بكر بكوردستان الشمالية (تركيا) إلى الأسواق والمحلات للاستعداد للاحتفال. وتعد منطقة سور التاريخية واحدة من أبرز الوجهات التجارية للتسوق في موسم العيد، حيث تزدحم الشوارع والأزقة بالحركة التقليدية التي تميز هذه الفترة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن حركة المواطنين الكبيرة في المنطقة لا تواكبها بالضرورة حركة مبيعات تجارية جيدة.
تظهر في شوارع ديار بكر وأزقتها حركة المرور الكثيفة التي تتزامن مع التحضيرات للعيد، ولكن التجار في منطقة سور التاريخية يواجهون تحديات اقتصادية تؤثر بشكل واضح على المبيعات.
أحد التجار، تاوفون بيرتانه، وهو بائع سكر في السوق، تحدث لكوردستان24، عن الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الأساسية قائلاً: "كانت كيلو السكر العام الماضي بـ 120 ليرة، أما هذا العام فأصبحت 200 ليرة. وعلى الرغم من أن المواطنين يعبرون عن استيائهم من الأسعار، إلا أن مبيعاتنا لم تتجاوز 4 أطنان من السكر من أصل 40 طنًا تم جلبها."
من جهة أخرى، أعد تجار سوق " الملابس" استعداداتهم لاستقبال الزبائن الذين يتطلعون لشراء ملابس جديدة بمناسبة عيد الفطر، ولكنهم يواجهون حالة من الركود. قادري دمير، أحد التجار في السوق، صرح قائلاً: "نحن جاهزون وأحضرنا الملابس، ولكن الإقبال ضعيف حتى الآن. على الرغم من أن الأسعار هنا تعتبر أرخص نسبيًا، إلا أن الناس لا يقبلون على الشراء. كانت أسعار القمصان العام الماضي بـ 250 ليرة، والآن أصبحت 500 ليرة. بينما ترتفع الأسعار، يبقى الدخل كما هو."
تعود هذه الصعوبات التجارية بشكل كبير إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركيا في الوقت الحالي، حيث شهدت العملة المحلية "الليرة" انخفاضًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى زيادة في أسعار السلع والخدمات. علاوة على ذلك، يعاني المواطنون من التضخم المستمر، ما جعل القدرة الشرائية للعديد منهم تتراجع بشكل كبير، وهو ما ينعكس بشكل واضح في حركة الأسواق خلال موسم العيد.
وفي سياق الزيادة المستمرة في أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والملابس، يشير العديد من المواطنين إلى أنهم لا يستطيعون مواكبة الزيادة الهائلة في الأسعار، مما دفعهم إلى تقليص مشترياتهم أو حتى التخلي عن بعض من احتياجاتهم الأساسية.
قال أحد المواطنين، معلقًا على الوضع الاقتصادي الحالي: "العام الماضي كان سعر هذا الشال 400 ليرة، والآن أصبح 800 ليرة، أي بزيادة 100٪. ولكن دخل المواطنين لا يزداد بنفس نسبة ارتفاع الأسعار، ولهذا السبب يتردد الكثيرون في التسوق للعيد."
تعاني تركيا من أزمة اقتصادية متزايدة على خلفية التضخم المرتفع، الذي أثر على أسعار المواد الأساسية، بما في ذلك السلع الغذائية والملابس. وقد أدت هذه الأوضاع إلى تراجع في مستوى المعيشة بالنسبة للعديد من المواطنين، مما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية. في ظل هذه الظروف، يواجه التجار في الأسواق التركية تحديات كبيرة في ظل انخفاض الإقبال على الشراء، وهو ما ينعكس على حركة السوق في هذا الموسم الخاص.
بينما يستعد المواطنون في ديار بكر للاحتفال بعيد الفطر، يظل الوضع الاقتصادي هو التحدي الأبرز الذي يواجههم، حيث يواجه المواطنون صعوبة في التوفيق بين احتياجاتهم وارتفاع الأسعار، مما يترك تأثيرًا كبيرًا على حركة الأسواق والتجارة في هذه المدينة التاريخية.
تقرير مراسل كوردستان24 في ديار بكر ماهر يوكسل