لافروف: ترامب يفهم ما يجري بأوكرانيا أكثر من معظم قادة أوروبا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

أربيل (كوردستان 24)- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفهم ما يجري بأوكرانيا أكثر من معظم قادة أوروبا، وإنه لا ضير في إقامة علاقات جيدة بين روسيا والولايات المتحدة.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة "أحاديث منتدى أنطاليا الدبلوماسي" (ADFTalks)، في إطار فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي 2025، المنعقد جنوبي تركيا.

وفي مستهل الجلسة، علّق لافروف على وصفه بأنه ثاني أكثر شخصية شعبية في المنتدى بعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متسائلاً بابتسامة: "إذا كان هناك رؤساء بمثابة نجوم روك حقيقيون، فلا مشكلة أن يكون بعض الدبلوماسيين كذلك أيضاً، إذا كان ذلك يُعجب الناس أو يجدونه مسلياً".

"الاتحاد الأوروبي أصبح جزءاً من الكتلة الأورو أطلسية"

وتحدث لافروف عن تحركات الكتلة الأورو أطلسية، معتبراً أن "جميع مبادرات هذه الكتلة تهدف إلى التحضير لحرب جديدة، وعلى رأس هذه الدول ألمانيا، وكذلك فرنسا وبريطانيا".

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي بات رسمياً جزءاً من هذه الكتلة، قائلاً: "جميع الهياكل الأورو أطلسية، بما يشمل الخطط المتعلقة بتوفير الأراضي لخدمة خطط الناتو للتوسع شرقاً أو جنوباً أو في أي اتجاه، باءت بالفشل. وبدلاً من تخفيف التوتر وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فقد نجحوا فقط في إعادة عسكرة أوروبا، بما في ذلك ألمانيا".

"لا ضير في إقامة علاقات جيدة بين روسيا والولايات المتحدة"

وفيما يخص العلاقات بين موسكو وواشنطن، وجّه لافروف انتقادات للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مؤكداً أن بايدن سعى لعزل روسيا وإفساد العلاقات الثنائية، مضيفاً: "إن أردت التعبير بلطف، فسيكون ذلك ضرباً من ضروب الغباء".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان التعامل مع الرئيس الحالي دونالد ترامب أسهل، وخاصة في ظل احتمال رفع العقوبات عن شركة "أيروفلوت" الروسية للطيران، وتبادل السجناء، قال لافروف: "هناك دائماً إمكانات. لا ضير ولا مشكلة في إقامة علاقات جيدة بين روسيا والولايات المتحدة. الأمر ذاته ينطبق على العلاقات مع الصين. الإدارة الأمريكية في عهد ترامب تتحدث معنا بدون شروط مسبقة وبدون ضغوط".

وأردف: "رغم الخلافات المختلفة التي عصفت بالعلاقات مع بكين وواشنطن، لم تتوقف الاتصالات معهم يوماً على مختلف المستويات. عدم استخدام قنوات الاتصال بين الدول ليس نهجاً صائباً".

وأضاف: "لقد اقترحت واشنطن تنفيذ مشاريع مشتركة، وعرضت التعاون في المجال الاقتصادي وتسوية بعض القضايا، ونحن لم نرفض أياً من هذه المقترحات قط".

وأشار إلى استمرار الجهود لإزالة العقبات المفروضة على عمل السفارات بين البلدين، مؤكداً في الوقت ذاته أن العلاقات الروسية الصينية لم تُطرح خلال أي من لقاءاتهم مع الجانب الأمريكي.

"ترامب يفهم ما يجري في أوكرانيا أكثر من معظم قادة أوروبا"

وتطرق لافروف إلى الأزمة الأوكرانية، وقال إن ترامب "يفهم ما يحدث في أوكرانيا أكثر من أي زعيم أوروبي، باستثناء قادة هنغاريا وسلوفاكيا" وفق تعبيره.

وأشار إلى أن ترامب كان أول زعيم غربي يتحدث عن مشاكل تتعلق بالأراضي وانضمام أوكرانيا للناتو.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.

وتابع لافروف: "نحن نؤكد أن من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للأزمة. وترامب كان ولا يزال السياسي الغربي الوحيد الذي صرّح مراراً بأن انضمام أوكرانيا للناتو سيكون خطأً كبيراً. كما أن الأمريكيين يعترفون بأن حل قضايا الأراضي هو جزء من أي تسوية طويلة الأمد للنزاع".

من ناحية أخرى، وجّه الوزير الروسي انتقادات حادة للموقف الأوروبي من الأزمة، قائلاً: "هذه الدول تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان الجارية في أوكرانيا. هم يناقشون إرسال قوات عسكرية إلى الأراضي الأوكرانية تحت مسمى قوات حفظ السلام، ليس من أجل السلام، بل لحماية حكومة زيلينسكي"، وفق تعبيره.

وتابع الوزير الروسي متسائلاً: "هل ستسألون زيلينسكي عما إذا كان ملتزماً بقرارات الأمم المتحدة وبحقوق الأقليات الدينية والعرقية وحرية الدين؟ لا أحد يتحدث عن هذا".

 

المصدر: الأناضول

 
 
Fly Erbil Advertisment