نازحو جرف الصخر والعويسات.. بين خيام الهجر والنسيان... ومقاطعة الانتخابات

أربيل (كوردستان24)- منذ ما يقارب العقد من الزمن، يعيش مئات العائلات النازحة من منطقتي جرف الصخر والعويسات في مخيمات داخل محافظة الأنبار، بعد أن أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت وطأة العمليات العسكرية وظروف النزاع. ورغم مرور السنوات، لا تزال هذه العائلات تنتظر وعودًا حكومية لم تتحقق، في ظل ظروف إنسانية قاسية وغياب الحلول الدائمة، وسط رفض متزايد لأي نشاط انتخابي يُقام في محيطهم.
غضب نازح من الوعود الانتخابية
في مخيم يشبه أطلالًا مهترئة، وقف أبو عبد الرحمن، وهو نازح من جرف الصخر، مسترجعًا سنوات الوعود التي سمعها قبيل كل دورة انتخابية، دون أن يرى منها أي أثر. وقال لـكوردستان24:
"اللي انتخبناهم ما خدمونا، ما شفنا منهم غير الكلام. ياخذون أصواتنا وما يفيدونا بأي خدمة. أطلب من كل النازحين يقاطعون الانتخابات، لأنها ما قدمت لنا شي."
مطالب إنسانية أساسية لا تُلبى
لا تتوقف معاناة النازحين عند حدود السياسة، بل تمتد إلى أبسط مقومات الحياة. عدنان إبراهيم، نازح آخر من منطقة العويسات، أشار إلى واقع صعب يعيشه قائلًا:
"المي مالح، ما عدنا مي صالح للشرب. إحنا مقبلين على الصيف ونحتاج مبردات، وماكو أحد يهتم."
صمود مؤلم... ورفض صريح للدعاية الانتخابية
رغم الانعدام شبه الكامل لأدنى مقومات الحياة، تصر العائلات على البقاء والصمود في مخيماتها، لكنها في المقابل ترفض استغلال مأساتها لأغراض انتخابية.
أم محمد، نازحة من جرف الصخر، تحدثت لـكوردستان24 بمرارة:
"ما ننتخب أي مرشح. إحنا ما عدنا غير رب العالمين. نشكي له أمرنا. والوضع قدامك... شوف بعينك."
أسباب تعيق العودة وتعويضات معلقة
لا تزال المئات من عوائل جرف الصخر والعويسات ممنوعة من العودة إلى مناطقهم لأسباب متعددة، أبرزها الدمار الكبير في مساكنهم، وعدم صرف تعويضات لهم حتى الآن، ما يجعل استمرار معاناتهم حلقة لا تنتهي.
رسالة صامتة... وموقف حازم
في ظل هذا الواقع، أصبحت خيام النزوح لا تحتضن فقط مآسي إنسانية، بل رسائل سياسية واضحة يوجهها النازحون: لا مشاركة في انتخابات لا تعنيهم، ولا ثقة بوعود تُنسى فور انتهاء الحملات.
تقرير احمد ناجي – الانبار
كوردستان24