تقريرٌ أميركي يستعرض الاضطرابات في سوريا خلال مرحلة ما بعد الأسد

أربيل (كوردستان 24)- رسم تقرير أميركي جديد صورة قاتمة ومليئة بالتقلبات للمشهد السوري بعد انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث تكافح السلطات الانتقالية التي تشكلت حديثًا للسيطرة على الوضع الأمني والإنساني في ظل غياب الاعتراف الدولي والتحديات السياسية والعسكرية المتعددة.
التقرير الصادر عن المفتش العام لعملية "العزم الصلب" المقدم للكونغرس الأميركي، والذي يغطي الفترة بين يناير ومارس 2025، أكد أن القوات الأميركية لا تزال نشطة في شمال شرقي سوريا، رغم تقليص عدد قواتها وإغلاق ثلاث قواعد، في وقت بدأت فيه واشنطن مراجعة استراتيجية شاملة.
وفي ظل غياب الاعتراف الدولي، تواصل واشنطن تصنيف الرئيس الانتقالي أحمد الشرع كـ"إرهابي" على خلفية قيادته السابقة لجبهة النصرة.
مؤكدة أن أي اعتراف رسمي يتطلب خطوات واضحة لفك الارتباط مع الإرهاب، وتضمين جميع المكونات السورية في العملية السياسية.
مساعدات موقوفة ومشهد إنساني هش
في خطوة أربكت العديد من البرامج الإنسانية، علقت الولايات المتحدة معظم مشاريع الاستقرار في سوريا، بما في ذلك دعم بعض الخدمات الحيوية مثل فرق "الخوذ البيضاء".
ويقول التقرير إنه رغم تقديم طلبات لاستثناءات، لم تُمنح الموافقات قبل نهاية الربع الأول من العام، مما أوقف مراقبة المشاريع وأجبر بعض المنظمات على التوقف.
تحولات في الخريطة العسكرية وتوترات كوردية-عربية
على الصعيد الميداني، انضم الجيش الوطني السوري إلى البنية العسكرية الجديدة للسلطات الانتقالية، بينما توصّلت قوات سوريا الديمقراطية إلى تفاهمات مبدئية بشأن السيطرة على الموارد الحدودية والنفطية، دون التوصل لاتفاق بشأن دمج القوات. وقد اصطدمت هذه المحاولات برفض الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي للدستور الانتقالي الذي وصفوه بأنه "مركزي وطائفي".
ضربات تركية ومفاوضات أميركية
التدخل التركي العسكري لم يتوقف، إذ استهدفت غارات جوية سد تشرين الحيوي، مما تسبب بأزمة كهرباء واسعة، وفق التقرير الذي ترجمته كوردستان 24.
ورداً على ذلك، تحركت الولايات المتحدة لمحاولة تهدئة التوترات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، وعقدت اجتماعات في أنقرة لدفع الحوار والتنسيق الأمني، وسط تقارير عن استعداد تركي لتولي مسؤولية مراكز احتجاز عناصر داعش.
مخيمات مشتعلة ونزوح لا ينتهي
المخيمات مثل الهول وروج بقيت بؤرًا للتوتر، رغم إعادة بعض الخدمات عقب توقف مؤقت. وأعلنت العراق عن إعادة أكثر من 1,500 عائلة، بينما تواصلت معاناة الآلاف وسط نقص المساعدات وتوقف برامج إعادة التأهيل.
في عفرين ومناطق أخرى شمال سوريا، عاد عشرات الآلاف من النازحين إلى منازلهم، إلا أن موجات النزوح الجديدة واستمرار الصراع أرهقت البنى التحتية المحلية، خاصة في مجالي التعليم والصحة.
بوادر تحرك إقليمي
في تحرك دبلوماسي لافت، بدأت السلطات الانتقالية محاولات لتوسيع علاقاتها الإقليمية، فيما أعلنت تركيا استعدادها لاستضافة محادثات متعددة الأطراف مع سوريا والعراق والأردن ولبنان، في محاولة لصياغة ترتيبات أمنية مشتركة ومكافحة الإرهاب.