روبيو يتوقع أن تعرض روسيا "خلال أيام" شروطها لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا

أربيل (كوردستان24)- أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء أنّه يتوقع أن تعرض روسيا "خلال أيام" شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، معتبرا أنّ هذه الخطوة ستسمح لواشنطن بتقييم مدى جدّية موسكو في سعيها للسلام، بينما يتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الكرملين بشراء الوقت.
في المقابل رفض الكرملين اتهامه بالمماطلة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردا على سؤال "ليس من مصلحة أحد المماطلة في هذه العملية. الجميع يعمل بشكل نشط".
وتحدث ترامب بشكل منفصل عبر الهاتف الاثنين مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إجراء روسيا وأوكرانيا الجمعة في اسطنبول أول محادثات مباشرة منذ ربيع العام 2022
ويرفض بوتين باستمرار مقترحات لهدنة مدتها 30 يوما قدّمتها كييف وحلفاؤها الغربيون.
لكن روبيو قال خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ إنّه "في وقت ما، قريبا جدا، ربّما خلال بضعة أيام، ربّما هذا الأسبوع، سيقدّم الجانب الروسي الشروط التي يريدها أن تتحقّق" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأوضح أنّ الروس سيعرضون "شروطا عامة فحسب، تمكّننا من التقدّم نحو وقف لإطلاق النار، وهذا الوقف لإطلاق النار من شأنه أن يسمح لنا بعد ذلك بالدخول في مفاوضات مفصّلة لإنهاء النزاع".
وأضاف "نأمل بأن يحدث هذا الأمر. نعتقد أنّ ورقة الشروط التي سيطرحها الروس ستخبرنا بالكثير عن نياتهم الحقيقية".
وتابع "إذا كانت ورقة شروط واقعية ويمكن البناء عليها، فليكن، ، أما إذا تضمّنت مطالب نعلم أنها غير واقعية، فأعتقد أنّه سيكون مؤشّرا" على نيات روسيا.
وقال بوتين بعد المكالمة الهاتفية مع ترامب إنه مستعد للعمل مع أوكرانيا بشأن "مذكرة" تحدد خريطة طريق محتملة ومواقف مختلفة بشأن إنهاء الحرب.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الثلاثاء إن البابا لاوون الرابع عشر أكد لها استعداد الفاتيكان لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
- "محاولة لشراء وقت" -
وفي مواجهة المشرّعين المنتقدين، أصر روبيو على أن بوتين "لم يحصل على أي تنازل" من ترامب. لكن روسيا لم تُبدِ أي مرونة منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير.
وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "من الواضح أن روسيا تحاول شراء الوقت من أجل مواصلة حربها واحتلالها".
من جهتها، قالت الديموقراطية جان شاهين لروبيو إن رفض بوتين الذهاب إلى إسطنبول رغم استعداد كل من زيلينسكي وترامب للّقاء أظهر "أنه يرى أن من مصلحة روسيا خوض هذه الحرب لأطول فترة ممكنة".
وأقر الاتحاد الأوروبي رسميا الثلاثاء الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو مستهدفا 200 سفينة من أسطول "الشبح".
من جانبه، هاجم كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي والمفاوض الاقتصادي الرئيسي مع واشنطن هذا القرار بالقول "يبذل السياسيون ووسائل الإعلام الغربية جهودا جبارة لتعطيل الحوار البنّاء بين روسيا والولايات المتحدة".
وقال روبيو إن ترامب يعارض في الوقت الحالي فرض عقوبات جديدة خشية أن تمتنع روسيا عن المجيء إلى طاولة المفاوضات.
وتبدو موسكو واثقة من نفسها مع تقدم قواتها في ساحة المعركة وقيام ترامب بإنهاء عزلة الكرملين الغربية.
وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف إن المذكرة التي تحدث عنها بوتين "تكسب روسيا وقتا" موضحا أن "وقف الأعمال القتالية ليس شرطا لذلك، ما يعني أن روسيا تستطيع مواصلة هجومها".
وأعرب الأشخاص الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس في كل من كييف وموسكو عن تشكيكهم في تحقيق سلام واعتبروا أن مكالمة بوتين وترامب لم تساهم في شيء على هذا الصعيد.
وقالت فيكتوريا كيسيليوفا في كييف عندما سُئلت عما إذا كانت فقدت الثقة في ترامب "لم أكن أثق به أصلا" فيما قال فيتالي من كييف أيضا إن ترامب ليس "المسيح" وإن جهوده الدبلوماسية لم تغير كثيرا.
أما في موسكو، فكان هناك ثقة بالانتصار الروسي. وقالت مارينا "نحن لا نحتاج إلى هذه المفاوضات. سننتصر على أي حال".
ميدانيا، أسفر هجوم روسي على موقع تدريب في شمال شرق أوكرانيا عن مقتل ستة جنود أوكرانيين وإصابة أكثر من عشرة آخرين، وفق ما أعلن الحرس الوطني الأوكراني الأربعاء.
من جهته أعلن الجيش الروسي أنه أسقط 159 طائرة مسيّرة أوكرانية في غضون 12 ساعة في مناطق عدة.
من جهته، أفاد الكرملين في بيان الأربعاء أن بوتين زار الثلاثاء منطقة كورسك الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا والتي أعلنت روسيا تحريرها من القوات الأوكرانية في نهاية نيسان/أبريل.
AFP