إقليم كوردستان يشهد انعطافة تاريخية في العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة

أربيل (كوردستان24)- تمكنت الزيارة الأخيرة، التي أجراها وفد حكومة إقليم كوردستان للولايات المتحدة، برئاسة رئيس الوزراء مسرور بارزاني، من خلق انعطافة تاريخية في العلاقات الاقتصادية لإقليم كوردستان مع واحدة من كبرى الاقتصادات العالمية، وأبرز دول القوى العظمى. 

الزيارة التي شهدت 23 لقاءً هاماً، أفرزت اتفاقين اقتصادين ضخمين، من شأنهما، تغيير وجه إقليم كوردستان، ونقله إلى منطقة أخرى في عالم الاقتصاد، ما قد يشكل دعماً سياسياً وأمنياً أيضاً.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء 27 أيار 2025، أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعرب عن شكره لرئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، على توقيع اتفاقيتين في قطاع الطاقة مع شركتين نفطيتين أمريكيتين، مشيرةً إلى أن الجانبين بحثا أيضاً سبل تعزيز التبادل التجاري بين الطرفين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، خلال مؤتمر صحافي: "نجدد دعمنا لإقليم كوردستان قوي، فاحترام الإقليم يُعد حجر الأساس في علاقاتنا مع العراق"، مؤكدة أن "إقليم كوردستان قوي يصب في مصلحة الولايات المتحدة والعراق على حد سواء".

وفيما يخص اللقاء الثنائي بين روبيو ومسرور بارزاني، أوضحت بروس أن الطرفين ناقشا تعزيز حجم التبادل التجاري وحماية حقوق المكونات. 

كما أكدت أن وزير الخارجية الأمريكي شكر مسرور بارزاني على توقيع اتفاقيتي الطاقة مع شركتين أمريكيتين، مضيفةً: "نجدد دعمنا لتلك الاتفاقيتين الموقعتين مع حكومة إقليم كوردستان".

وأشارت بروس إلى أن "مثل هذه الاتفاقيات تخدم الأطراف الثلاثة (الولايات المتحدة والعراق وإقليم كوردستان)"، مشددة على "تشجيع أربيل وبغداد على التعاون المشترك من أجل تطوير قطاع الغاز"، مضيفةً أن "غاز إقليم كوردستان سيسهم في تحقيق استقلال العراق في مجال الطاقة".

وفيما يتعلق باستثمارات الشركات الأمريكية، ذكرت بروس أن "شركاتنا استثمرت مليارات الدولارات في إقليم كوردستان"، في دلالة على عمق الشراكة الاقتصادية بين الطرفين.

كما أكد تقرير دولي نُشر أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتبر إقليم كوردستان أكثر أماناً وموثوقية من باقي مناطق العراق للاستثمار في قطاع النفط والغاز.

وأشار التقرير، الذي أورده موقع "أويل برايس" المتخصص بشؤون الطاقة، إلى أن الشركات الأمريكية تنظر إلى كوردستان منذ سنوات كموقع استثماري واعد ومربح، بفضل شفافية العقود، وسرعة الإجراءات، والاستقرار القانوني مقارنة بالعراق الاتحادي.

تُعد زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، إلى الولايات المتحدة الأمريكية محطة مفصلية في مسار العلاقات الدولية للإقليم، وخطوة نوعية نحو ترسيخ حضوره السياسي والدبلوماسي على الساحة العالمية. 

ويؤكد مراقبون وخبراء أن هذه التحركات تمثل انتقالاً إلى مرحلة جديدة من الحضور الفاعل لإقليم كوردستان في المعادلة الدولية.

مرحلة جديدة من العلاقات الدولية

تحركات رئيس حكومة اقليم كوردستان، لا تُقرأ فقط كبروتوكول رسمي، بل كرسالة استراتيجية واضحة تُشير إلى تقدم مستمر في موقع كوردستان الدبلوماسي والسياسي. 

ويذهب محللون إلى أن هذه الزيارة تضع أسساً لتحالفات أوسع وأكثر تأثيراً، وخصوصاً مع واحدة من أهم القوى العالمية.

السياسي الكوردي عمر شيخموس يقول لكوردستان24: "خطوات مسرور بارزاني نجاح كبير للدبلوماسية الكوردية، وقد أعطت هذه اللقاءات زخماً سياسياً وقوة إضافية للإقليم على المستويين الإقليمي والدولي".

من جهته، يرى الكاتب والمفكر المعروف إسماعيل بشكجي أن هذه الزيارة تمثل توجهاً استراتيجياً يجب البناء عليه، مؤكداً لكوردستان24: "يجب على الكورد أن يوسعوا علاقاتهم مع أمريكا بهذا الشكل، ومن الضروري اتخاذ خطوات إضافية لتحقيق إنجازات أكبر في المستقبل".

أما السياسي العراقي مثال الآلوسي فقد وصف الاتفاقات التي تمخضت عن زيارة بارزاني بأنها "بشرى لإنقاذ العراق من الأجندات الخارجية"، مشدداً على أهمية دور كوردستان في ضمان توازن سياسي داخل العراق. وأضاف:

"إقليم كوردستان هو أقوى حليف لأمريكا في المنطقة، ويُمكن أن يشكّل جسراً بين واشنطن وبغداد من جهة، وبين القوى الإقليمية من جهة أخرى."

زيارة مسرور بارزاني إلى الولايات المتحدة لم تكن مجرد لقاءات بروتوكولية، بل جاءت لتؤكد نضج الدبلوماسية الكوردية وفاعليتها، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الدولي. وتُشكل هذه الخطوة منعطفاً سياسياً بارزاً، ليس فقط لكوردستان، بل للعراق والمنطقة بأسرها، لما تحمله من رسائل قوة، واستقرار، وشراكة استراتيجية طويلة الأمد.

من جهتها، أشارت الباحثة في مؤسسة دول الخليج كريستين ديوان، إلى أن الكورد لديهم علاقة جيدة جداً مع الحكومة الأمريكية، وكما رأينا، استقبلت الولايات المتحدة وفد إقليم كوردستان كشريك.

وقالت ديوان لـ كوردستان24: السبت 24 أيار 2025، "كانت زيارة رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني إلى الولايات المتحدة ناجحة جداً، كما رأينا أن وفد كوردستان تم استقباله من قبل كبار المسؤولين كشريك في واشنطن، ومن المهم أن يستمر الكورد في هذه الشراكة".

كما أشارت إلى أن إدارة ترامب تهتم بشكل رئيسي بالعلاقات التجارية، وأن الطاقة هي واحدة من أهم النقاط، لذلك من المهم أن يصبح إقليم كوردستان مصدراً للطاقة في المنطقة.

وأضافت، أن حماية المكونات والحرية الموجودة في كوردستان لها أهمية كبيرة للولايات المتحدة، ولهذا السبب يأتي المستثمرون الأجانب إلى كوردستان.

بدوره، أكد مدير المركز الفرنسي للأبحاث، عادل باخوان، السبت 24 أيار الجاري، أن رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، يمتلك فهماً دقيقاً للسياسات الأمريكية والأوروبية، وهو ما أسهم في تعزيز علاقات الإقليم مع تلك الدول.

وقال باخوان، في مقابلة مع كوردستان24، إن الإدارة الأمريكية الحالية تعطي أولوية للاقتصاد، تليها الملفات الأمنية، مشيراً إلى أن مسرور بارزاني استوعب هذا التوجه، وبناءً عليه قام بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، مرتكزاً على محاور التنمية الاقتصادية، والتعاون التجاري، ومكافحة الإرهاب.

وأضاف: "أعتقد أن سياسة رئيس الوزراء صائبة، فحتى أوروبا اليوم تضع الاقتصاد في صدارة اهتماماتها".

وحول اهتمام الولايات المتحدة بإقليم كوردستان، أوضح باخوان أن غالبية الأطراف الشيعية في العراق ترتبط بتحالفات مع إيران، فيما يظل المكون السني ضعيف التأثير في المعادلات الدولية، ما يجعل الكورد الحليف الأقوى والمستقر للقوى الكبرى في المنطقة.

وفيما يخص الجدل حول توقيع إقليم كوردستان اتفاقيات في مجال الطاقة مع شركات أمريكية، بيّن باخوان أن القرار في بغداد لا يُتخذ من مركز موحد، بل توجد عدة جهات تصدر قرارات تتراجع عنها لاحقاً، موضحاً أن التراجع عن الاعتراض على اتفاقيات الإقليم جاء بعد مراجعة واقعية لمكانة كوردستان.

وأشار في ختام حديثه إلى أن الحكومة العراقية ما زالت تفتقر إلى الفهم الحقيقي لمفهوم الفيدرالية، ولا تزال غير متقبلة لوجود إقليمٍ يتمتع بحقوق دستورية، داعياً بغداد إلى الاعتراف بحقوق إقليم كوردستان.

وجددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيدها على دعمها القوي لإقليم كوردستان، واعتبرته شريكاً أساسياً في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو مع رئيس وزراء إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، حيث عبّر الوزير عن تقديره لصمود وقوة الإقليم، مشدداً على أهمية دوره في المعادلة الإقليمية.

وقالت الخارجية الامريكية في بيان لها، "اجتمع وزير الخارجية ماركو روبيو برئيس حكومة إقليم كوردستان العراق مسرور بارزاني في واشنطن العاصمة يوم 23 أيار/مايو. وناقش الجانبان فرص تعزيز التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة وإقليم كوردستان العراق. وأشاد روبيو بإبرام رئيس الوزراء صفقات مع شركات أمريكية لتوسيع نطاق إنتاج الغاز الطبيعي في إقليم كوردستان العراق، مما سيساعد العراق على تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة.

وبحسب بيان الخارجية الامريكية، وناقش الجانبان الاهتمام المشترك بحماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا، وأعاد روبيو التأكيد على دعم الولايات المتحدة لقوة إقليم كوردستان ومرونته كونه أحد الركائز الأساسية للعلاقات التي تجمعها بدولة العراق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي عبر حسابه الرسمي: سعدت بلقاء رئيس وزراء إقليم كوردستان العراق، مسرور بارزاني، مضيفاً: جددت التأكيد على دعم الولايات المتحدة للإقليم القوي والصامد، الذي يشكل عنصراً محورياً في استقرار العراق والمنطقة بأسرها.

في إطار زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اجتمع رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، الجمعة 23 أيار (مايو) 2025، مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في واشنطن.

وفي مستهلّ الاجتماع، أعرب رئيس الحكومة عن شكره وتقديره للولايات المتحدة على دعمها المتواصل لإقليم كوردستان، وخصّ بالتقدير تصريحات وزير الخارجية أمام الكونغرس، التي أشاد فيها بصمود الإقليم.

من جهته، أكد الوزير روبيو التزام الولايات المتحدة بدعم إقليم كوردستان قوي ومستقر ضمن العراق الاتحادي، مشيراً إلى أن ذلك يشكل جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، كما جدّد التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لمساندة حكومة إقليم كوردستان في شتى المجالات.

وأشاد الوزير بالدور الإنساني الذي يضطلع به إقليم كوردستان في استضافة اللاجئين والنازحين، وبجهوده في حماية حقوق مختلف المكونات الدينية والقومية.

وفي إطار زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رعى رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء الاثنين 19 أيار (مايو) 2025، مراسم توقيع اتفاقيتين مهمتين في قطاع الطاقة، بمقر غرفة التجارة الأمريكية في العاصمة واشنطن.

وأُبرِمَت الاتفاقيتان بين حكومة إقليم كوردستان من جهة، وشركتي النفط الأمريكيتين "HKN Energy" و"Western Zagros" من جهة أخرى، وهما من الشركات الرائدة والمتخصصة في هذا القطاع الحيوي.

وتهدف هاتان الاتفاقيتان، اللتان تُقدَّر قيمتهما الإجمالية بعشرات المليارات من الدولارات، إلى تطوير قطاع النفط والطاقة في إقليم كوردستان وتعزيز بنيته التحتية الاقتصادية.

واختتم وفد حكومة إقليم كوردستان، برئاسة رئيس الوزراء مسرور بارزاني، زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، سفين دزيي، في منشور على منصة "إكس"  السبت 24 أيار/مايو 2025، مرفق بصورة للوفد: "أنهينا زيارتنا إلى واشنطن برئاسة رئيس الوزراء مسرور بارزاني".

وأعرب دزيي عن "شكره للأصدقاء والشركاء الأمريكيين على حفاوة الاستقبال"، كما وجّه "شكره لممثلية حكومة إقليم كوردستان في الولايات المتحدة، ولفرق البروتوكول ووسائل الإعلام على جهودهم" خلال الزيارة.

 

 
 
Fly Erbil Advertisment