البصرة الغنية بالنفط.. فقر وتلوث وأمراض تحاصر السكان

أربيل (كوردستان24)- رغم أنها العاصمة الاقتصادية للعراق وموطن أكبر حقول النفط في البلاد، تعيش آلاف العائلات في محافظة البصرة تحت وطأة الفقر والتهميش والبيئة الملوثة، في مشهد يتناقض بشكل صارخ مع ثروات المحافظة.
في أزقتها الضيقة، حيث تنتشر النفايات والمياه الآسنة، تسكن أم محمد، إحدى المواطنات البصريات التي تصف حالها لكوردستان 24 قائلة:
"نعيش وسط النفايات، هل يعقل أن العراقي يعيش هكذا؟ كل يوم يمرض أطفالنا بسبب الروائح. لو توفر لنا بديل، سنغادر فورًا."
أما أم جواد، فتسرد جانبًا آخر من المعاناة:
"عندي خمسة أولاد كلهم عاطلون عن العمل، نعيش على راتب تقاعدي لا يتجاوز 317 ألف دينار. صحيح أننا لا ندفع إيجارًا، لكننا نعيش في مأساة حقيقية، وسط النفايات، ولا نرى من نفط البصرة سوى الأمراض."
تشير التقديرات إلى أن نسبة الفقر في البصرة تتجاوز 17%، رغم أن المحافظة تنتج أكثر من 70% من نفط العراق. الأدهى من ذلك، هو تفشي الأمراض، خصوصًا السرطان وأمراض الجهاز الهضمي والتنفس، وسط بيئة ملوثة ومياه غير صالحة للشرب، بقيت بلا معالجة لسنوات.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أن البصرة لم تحصل على الحد الأدنى من استحقاقاتها. ويقول:
"وزارة المالية مدينة للبصرة بأكثر من 43 تريليون دينار عن مستحقات البترودولار، ولم تتمكن الحكومة المحلية ولا النواب من انتزاع حقوق المحافظة بشكل منصف وعادل."
أجانب يعملون وأبناء البصرة عاطلون
يشتكي أهالي البصرة من غياب فرص العمل، في وقت تنتشر فيه العمالة الأجنبية في مواقع الإنتاج النفطي والخدمات. المواطنون يرون أن أبناءهم أولى بهذه الفرص، لكن الواقع يفرض غير ذلك.
إلى جانب البطالة، تفتقر مناطق واسعة من البصرة إلى الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، ما يحول حياة الناس إلى معاناة يومية، لا تتناسب مع محافظة تزخر بثروات طائلة.
محافظة البصرة تُعد الشريان الاقتصادي للعراق، إذ تحتوي على عدد من أضخم الحقول النفطية، مثل الرميلة والغرب القرنة، وتحتضن الموانئ الرئيسة للعراق، إلا أن التوزيع غير العادل للثروات، وسوء الإدارة الحكومية، وغياب الخطط التنموية، حوّلها إلى بؤرة للفقر والحرمان البيئي والاجتماعي.
تقرير: فؤاد الحلفي - مراسل كوردستان24 في البصرة


