معبر باشماخ: تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل تشل حركة السفر والتجارة

أربيل (كوردستان24)- تتواصل تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران على سكان المناطق الحدودية في شرق كوردستان (إيران) والمسافرين عبر معبر باشماخ الدولي، حيث تشهد الحركة تراجعاً حاداً، بينما ينقل العائدون من إيران صورة قاتمة عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية هناك، وسط حالة من القلق والخوف المتزايدين في صفوف المدنيين.
فبعد أكثر من أسبوع على اندلاع النزاع، أبلغ مسافرون عادوا مؤخراً من إيران مراسل كوردستان24 أن الأسواق تعاني من ارتفاع كبير في الأسعار، والناس يعيشون في حالة توتر نفسي دائمة خشية تصاعد القصف الإسرائيلي.
يقول عبد الله أحمديان، وهو مسافر عاد إلى إقليم كوردستان، "منذ أيام وأنا أحاول العودة من إيران... كل شيء هناك أصبح غاليًا، من الأدوات المنزلية إلى الطعام، والناس خائفة جداً من الصواريخ الإسرائيلية".

من جانبه، أوضح خالد محمدي، الذي وصل عبر معبر تمرچين، أن الوضع في الداخل الإيراني "خطير"، مضيفًا، "أتواصل يومياً مع أقاربي في شرق كوردستان... هناك خوف حقيقي في الشارع، الناس تعيش على أعصابها".
ولم يقتصر التدهور على المسافرين فقط، بل امتد ليشمل السائقين الإيرانيين العالقين بالقرب من المعبر، والذين باتوا يعانون من ظروف معيشية صعبة نتيجة تأخير دخولهم أو خروجهم.
يقول السائق كيانوش أحمدي، "منذ ثمانية أيام ونحن عالقون هنا، كنا ننهي رحلتنا في يوم واحد، أما الآن فلا نعرف متى سنُسمح لنا بالعبور".
وأضاف السائق محسن علي رضا، "لا طعام، لا ماء، لا مكان للنوم... حياتنا معلّقة، والله وحده يعلم كم يوماً آخر سنبقى هنا".

يقع معبر باشماخ الدولي على بُعد نحو 100 كيلومتر من مدينة السليمانية، ويُعد من أهم المعابر الحدودية بين إقليم كوردستان وإيران، حيث كان قبل الحرب يعجّ بالزوار والمجموعات السياحية وحركة التبادل التجاري.
لكن، ومنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، تغيّرت المشهد كليًا. فبحسب مصادر رسمية، فإن ما لا يقل عن 20 ألف شخص عادوا من إيران إلى إقليم كوردستان منذ بدء الأزمة، في مشهد يعكس حجم القلق وعدم الاستقرار الذي بات يخيّم على المنطقة.
وتبقى الأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات، في ظل غياب أفق سياسي واضح يضمن عودة الاستقرار إلى المناطق الحدودية وعودة الحركة الطبيعية للمعبر الحيوي.

تقرير آسان محمد - كوردستان24 – معبر باشماخ الدولي في السليمانية