رغم الثروات.. الفقر يخنق عائلات في ذي قار

أربيل (كوردستان 24)- رغم ما تملكه محافظة ذي قار من ثروات نفطية وزراعية، تعاني الغالبية العظمى من العائلات من أوضاع معيشية صعبة، حيث يعيش كثير منها تحت خط الفقر. من بين هذه العائلات، تبرز قصة "أم علي" التي تكافح من أجل إعالة بناتها من خلال صناعة الأدوات اليدوية من سعف النخيل.

تقول أم علي في حديثها لكوردستان24: "هذه هي حياتنا، ليس لدي مورد مالي آخر، وأحاول جاهدة تدبير احتياجات ابنتي من ملابس ومصاريف دراسية، وفي كثير من الأحيان أضطر إلى الاستدانة لسد النقص".

ورغم غنى المحافظة بالنفط، إلا أنها تعاني من فقر في الفرص، ما يدفع كثيرين إلى اللجوء لأعمال بسيطة لكسب الرزق. ويحمّل مختصون السلطات الحكومية مسؤولية تدهور الأوضاع، مؤكدين أن الحكومات المتعاقبة فشلت في تقديم حلول واقعية للأزمات المتفاقمة في ذي قار، التي تعاني من تراجع حاد في الخدمات الأساسية، وخاصة الصحية.

الدكتور علي الشامي، المختص بالشؤون المالية، أوضح لكوردستان24 أن "جميع الحكومات العراقية بعد 2003 لجأت إلى الإنفاق خارج إطار الموازنة، نتيجة ظروف طارئة وتظاهرات وضغوط شعبية، ما أدى إلى سحب مبالغ ضخمة من وزارة المالية لعقد مؤتمرات وقمم وغيرها، وهو ما تسبب بعجز كبير في تغطية النفقات الأساسية التي يفترض بالدولة الالتزام بها، لكنها لا تفعل."

ويشهد الاقتصاد العراقي تحديات متزايدة، أبرزها تضخم الديون العامة وهدر الموارد المالية. وتشير تقارير إلى أن جزءاً كبيراً من الأموال يُستخدم في تمويل أنشطة حزبية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية ويقوض أي فرصة للإصلاح الحقيقي.

وسط هذا الواقع، تبقى عائلات مثل عائلة أم علي نموذجًا لمعاناة متواصلة، في محافظة ثرية بالموارد، لكنها فقيرة في فرص العيش الكريم.

 

تقرير: حيدر حنون - كوردستان24 – ذي قار

 
 
Fly Erbil Advertisment