أكوام النفايات تحاصر خيام النازحين في غزة
أربيل (كوردستان 24)- وسط أوضاع إنسانية متدهورة، يواصل النازحون في قطاع غزة مواجهة ظروف معيشية بالغة القسوة، بعدما أجبرتهم الحرب على مغادرة منازلهم والإقامة في خيام مؤقتة لا تقيهم حر الصيف ولا تحميهم من الأمراض.
في أحد مواقع النزوح شمال القطاع، افترشت عشرات العائلات الأرض قرب مكب نفايات ضخم، لتجد نفسها محاصرة بالروائح الكريهة، والحشرات، ومياه الصرف الصحي، في بيئة لا تصلح للحياة الآدمية.
يقول عادل النمس، أحد النازحين لقناة كردستان24: نحن نعيش في منطقة لا يعلم بها إلا الله، وسط مكب نفايات، وكلنا أُصبنا بأمراض جلدية وجرب.
ويضيف يحيى المغني، نازح آخر: مرميون في المزابل والشوارع، لا نملك مقومات الحياة. نحن نعيش في العدم وتحت حصار من كل الجهات.
الليل لا يختلف عن النهار في هذه المخيمات، فالروائح الكريهة لا تتوقف، والذباب والبعوض ينتشران بكثافة، ما يجعل النوم مهمة شبه مستحيلة وسط هذه الظروف غير الصحية.
يقول فادي معمر، نازح يعيش في نفس المنطقة: نحن نعيش وسط المجاري والبعوض والذباب والنفايات. لا يوجد شيء يدل على الحياة هنا.
حول بركة الشيخ رضوان، تتجمع مئات العائلات، حيث تحوّلت المياه العادمة إلى برك للأمراض، يلعب الأطفال فوق تربة ملوثة، بينما تجتاح الروائح الكريهة المكان وتزيد من معاناة السكان.
يعيش النازحون في غزة بين خطرين دائمين: القصف الجوي من جهة، وتفشي الأوبئة من جهة أخرى. وبينما يفرّون من الموت القادم من السماء، يجدونه كامنًا في الأرض، عبر بيئة موبوءة تهدد حياتهم يومًا بعد آخر.
ورغم هذه المأساة الممتدة، ما تزال استجابة العالم محدودة، وسط صمت دولي مطبق، في وقت يتمسك فيه النازحون بما تبقى لهم من الأمل والكرامة، على أمل أن تنتهي هذه المحنة، ويعودوا إلى منازلهم ذات يوم.
تقرير: بهاء الطوباسي – كردستان24 – غزة