غياب الدعم وارتفاع التكاليف يدفع مزارعي غرب كوردستان إلى تقليص الإنتاج الزراعي

أربيل (كوردستان 24)- يواجه المزارعون في مناطق غرب كوردستان بسوريا، وخصوصًا في قرية معمرليه التابعة لريف عامودا، تحديات متزايدة تهدد استمرار الإنتاج الزراعي الصيفي، وسط غياب الدعم من الجهات المعنية وارتفاع أسعار المستلزمات الأساسية، أبرزها المازوت والأسمدة.
وبسبب هذه الصعوبات، اضطر العديد من المزارعين إلى تقليص المساحات المزروعة بنسبة الثلث، كما خفّضوا تنوع المحاصيل إلى أقل من النصف مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل انخفاض أسعار المنتجات الزراعية وقلة فرص التسويق، التي تقتصر حاليًا على سوقي عامودا وقامشلو فقط.
وقال إبراهيم صوفي، وهو مزارع في المنطقة، لمراسل كوردستان24:
"أسعار المحروقات والأسمدة مرتفعة جدًا. في العام الماضي زرعت 50 دونمًا من البصل، أما هذا العام فلم أتمكن من زراعة أكثر من 10 دونمات فقط، وكذلك الحال مع الخيار والباذنجان. لا نملك الإمكانيات لتغطية تكاليف المساحات الواسعة، وأسعار الخضار ضعيفة جدًا ولا يوجد سوق فعلي لتصريفها".
وأضاف أن غياب الدعم من الإدارة الذاتية ساهم بشكل كبير في تراجع الزراعة، ما دفع الكثير من الفلاحين إلى تقليل إنتاجهم أو حتى التخلي عنه.
أما على مستوى العمال الزراعيين، فالصورة ليست أفضل حالًا، حيث يعانون من تدني الأجور وغلاء المعيشة. تقول أم رزكار، وهي عاملة زراعية تعمل مع اثنتين من بناتها:
"نبدأ العمل من الساعة 6 صباحًا وحتى 11 ظهرًا، ونتقاضى يوميًا 250 ألف ليرة، وهو مبلغ ضئيل لا يغطي شيئًا. لدي أربع بنات وولدان، وزوجي يعمل أيضًا، ومع ذلك لا نتمكن من تغطية متطلبات الحياة. رغم أنني أجريت عملية جراحية في قدمي وأحتاج للراحة، إلا أنني مجبرة على العمل لساعات طويلة بسبب الوضع الاقتصادي الصعب".
من جهته، قال أحمد، وهو عامل زراعي يعيل أسرة من عشرة أفراد:
"أتقاضى يوميًا 30 ألف ليرة، أي ما يعادل نحو 3 دولارات، وهذا لا يكفي حتى لشراء حاجات أساسية. لا نملك خيارًا سوى الاستمرار رغم المشقة".
وتُعد قلة الأمطار الموسمية هذا العام عاملاً إضافيًا فاقم خسائر المزارعين، حيث قدرت بعض العائلات خسائرها بآلاف الدولارات، في ظل غياب أي تعويض أو دعم من المنظمات الدولية، التي تمنع الإدارة الذاتية جزءًا كبيرًا من أنشطتها داخل المنطقة.
ويطالب المزارعون والعاملون في القطاع الزراعي الجهات المعنية بتوفير دعم عاجل وفتح قنوات تسويقية جديدة، قبل أن تتحول الزراعة في غرب كوردستان من مصدر رزق إلى عبء متزايد على المزارعين وأسرهم.
ريف عامودا – كوردستان24


