أكوام النفايات تحاصر خيام النازحين في غزة
أربيل (كوردستان24)- في قطاع غزة، الموت لا يختار شكلاً واحدًا، فبينما تتساقط الصواريخ من السماء، يتربص الموت بالنازحين تحت خيامهم الهشة، وسط أكوام النفايات والمياه العادمة. كارثة بيئية متفاقمة تحاصر الأهالي، وتُهدد حياتهم بأوبئة وأمراض تفتك بالصغار والكبار على حد سواء، في ظل صمت دولي وعجز إنساني واضح.
يتساقطُ النزوحُ على أهلِ غزةَ كقدرٍ مكتوبٍ، فها هم يُقتلعون من ديارِهم ويُلقون على قارعةِ البؤسِ، يزرعون خيامَهم بين تلالِ النُّفاياتِ، يهربون من القصفِ والموتِ؛ ليجدوا الموتَ متخفيًا في رائحةِ العفنِ وسمومِ الهواء.
هنا لا الليلُ يرحمُهم، ولا النهارُ يُعطيهم فرصةً للتنفسِ، الروائحُ الكريهةُ تزحفُ إلى الخيامِ، والذبابُ والبعوضُ يحاصرُهم كجيشٍ من الأوبئةِ، حتى النومُ أصبح حلما بعيدَ المنالِ وسطَ هذا الجحيمِ الصامتِ المتربصِ بأجسادِهم.
الأرض التي سموها "آمنة" لا تشبهُ الأمنَ بشيءٍ، أسرٌ كاملةٌ تحتمي بجوارِ بركةِ الشيخِ رضوانَ حيث المياهُ العادمةُ تصنعُ بركَ المرضِ، والروائحُ تسلخُ الهواءَ، والأطفالُ يلعبون فوق أرضٍ مسمومةٍ، وتحيكُ لهم الأمراضُ ثوبًا من الألم.
يواجهُ سكانُ غزةَ خطرينِ متزامنينِ: القصفَ الجويَّ، وتفشي الأوبئةِ، يهربون من الصواريخِ؛ ليقعوا فريسةً للأمراضِ، في سباقٍ مستمرٍّ مع الموتِ، ورغمَ هذا القهرِ يتمسكون بالحياةِ إذ يتجاهلُ العالمُ معاناتَهم المستمرة.
تقرير: بهاء طباسي – مراسل كوردستان24 في غزة