ذي قار تحت وطأة الحرّ: الأهالي يهربون إلى "البدعة" في ظل انقطاع الكهرباء

أربيل (كوردستان24)- مع تصاعد درجات الحرارة وتفاقم أزمة الكهرباء التي باتت سمةً مزمنة في محافظة ذي قار، يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على البحث عن بدائل قاسية للهروب من لهيب الصيف. وفي ظل انعدام التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً، تحوّل سد البدعة إلى وجهة شبه يومية للعائلات، رغم تلوث مياهه وغياب أي إجراءات للسلامة أو وجود دوريات نهرية مختصة.
في مشهد يعكس يأس الأهالي من الحلول الرسمية، يقول المواطن آدم محمد لـكوردستان24:
"نأتي إلى البدعة لأنه المكان الوحيد الذي يمكن أن نشعر فيه ببعض البرودة. لا كهرباء في البيوت، ولا قدرة على تحمل الجو الخانق، فنلجأ إلى السباحة هنا رغم المخاطر".
لكن هذه المخاطر تتجاوز مجرد التلوث؛ إذ يشير المواطن فلاح مهدي إلى غياب الحماية قائلاً:
"شط البدعة بلا رقابة. لا وجود لشرطة نهرية أو إجراءات إنقاذ. كل عام تُزهق فيه أرواح، ومع ذلك لا توجد أي متابعة من الجهات المعنية. مضى أكثر من عقدين على أزمة الكهرباء، ومع كل دورة انتخابية، يزداد الوضع سوءاً بدل أن يتحسن".
رغم إنفاق الحكومات المتعاقبة مليارات الدولارات على ملف الكهرباء، لا تزال ذي قار تعاني من تجهيز محدود وغير منتظم، مما يحوّل فصل الصيف إلى اختبار قاسٍ لقدرة المواطنين على التحمل.
ثائر هادي، ناشط مدني، يصف المشهد قائلاً:
"هناك من يضطر لتشغيل المكيف داخل السيارة لأطفاله الرضع والنوم فيها هرباً من الحر. رفعنا دعوى ضد وزير الكهرباء، لأن ما يحدث انتهاك صريح لحقوقنا. أما مياه البدعة، فهي ملوثة بمخلفات مدن أخرى، ورغم ذلك يسبح الناس فيها بسبب انعدام البدائل".
بين الإهمال والانتظار
يطالب أبناء ذي قار بحلول حقيقية تتجاوز التصريحات والخطط الورقية، ويؤكدون أن الصمت الرسمي لم يعد يُحتمل. وبين انتظار الفرج واستمرار الإهمال، يبرز السؤال الملح:
هل تستمع الحكومة أخيراً إلى صوت معاناة المواطنين، أم يبقى التيار الكهربائي المفقود شاهداً على فشل السياسات الخدمية؟


تقرير : حيدر حنون – كوردستان24 - ذي قار

 
 
Fly Erbil Advertisment