حكومة إقليم كوردستان تنفذ مشروعاً لإنعاش المياه الجوفية

أربيل (كوردستان24)- بدأت الجهات المختصة في حكومة إقليم كوردستان بتنفيذ مشروع بيئي واستراتيجي يهدف إلى إنعاش المياه الجوفية في عدد من مناطق الإقليم، من خلال بناء أحواض ترابية وخزانات مائية وحفر آبار لتجميع وتصفية مياه الأمطار، في خطوة تهدف إلى مواجهة أزمة نقص المياه وتعزيز الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية والجفاف المتكرر.
وقال بشدار بوشو، مدير شؤون المياه الجوفية في أربيل، في تصريح لكوردستان24، "بدأنا تنفيذ هذا المشروع في خمس مناطق بأطراف مركز أربيل، بكلفة تقدر بنحو 150 مليون دينار عراقي. يتضمن المشروع إنشاء أحواض ترابية صغيرة منخفضة التكلفة، بهدف إنعاش المياه الجوفية، وكذلك التقليل من خطر الفيضانات أثناء هطول الأمطار".
وأشار بوشو إلى وجود مشروع موازٍ لحفر آبار قرب السدود والخزانات الكبيرة، وتصفية مياه الأمطار لتوجيهها مباشرة إلى خزانات المياه الجوفية، مؤكداً أن هذه الخطوات سيكون لها أثر مباشر في تسريع عملية استعادة منسوب المياه الجوفية.
وأضاف، "هذه المشاريع ستُحدث فرقاً ملموسًا في السنوات المقبلة، إذ أن مستويات المياه الجوفية شهدت انخفاضاً حاداً في السنوات الأخيرة، ما تسبب في أزمة مياه واسعة، خاصة في المناطق الحضرية والزراعية".
وأوضح أن المشروع تم تنفيذه كذلك في محافظة دهوك، حيث سيتمكن الفلاحون من الاستفادة من الأحواض المائية لأغراض الري وسقي المواشي والزراعة، مما يمنح هذه المشاريع بعدًا اقتصاديًا إلى جانب أهدافها البيئية.
وشهدت محافظة أربيل، كما باقي مناطق الإقليم، تراجعًا حادًا في منسوب المياه الجوفية خلال العقد الأخير، نتيجة قلة الأمطار وزيادة الاعتماد على الآبار العميقة، ما أدى في بعض الحالات إلى حفر آبار تجاوزت أعماقها 700 متر دون جدوى، وهو ما فاقم أزمة المياه الصالحة للشرب.
ويأتي تنفيذ هذا المشروع بعد إنهاء المرحلة الأولى من "مشروع الإمداد الطارئ بالمياه في أربيل"، والذي يهدف إلى توفير مصادر بديلة للمياه من خلال الاعتماد على المياه السطحية بدلًا من استنزاف المياه الجوفية، وهو ما يمثل تحولاً استراتيجياً في سياسة الإقليم المائية.
وتسعى حكومة إقليم كوردستان من خلال هذه المشاريع إلى تأمين مصادر مياه مستدامة، والحد من تأثير التغير المناخي، والتقليل من الاعتماد على المياه الجوفية، التي تعد موردًا غير متجدد في حال الاستهلاك المفرط دون تجديد طبيعي.