تعز تواجه أخطر أزمة مياه منذ بدء الحرب: طوابير بحثاً عن شربة ماء
أربيل (كوردستان 24)- في أكثر المدن اليمنية ازدحاماً بالسكان، تتفاقم أزمة مياه الشرب إلى مستويات غير مسبوقة، وسط واقع إنساني متدهور خلفته سنوات الحرب الطويلة.
مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، تعيش اليوم واحدة من أسوأ موجات العطش في تاريخها الحديث، بعد أن أصبحت المياه النقية سلعة نادرة، لا يصل إليها كثيرون إلا بعد ساعات طويلة من الانتظار.
في معظم أحياء المدينة، باتت الطوابير اليومية أمام نقاط بيع المياه ومحطات التحلية مشهداً اعتيادياً منذ أسابيع، وسط استياء شعبي واسع.
يقول المواطن أحمد مقبل لكوردستان24:
"من بعد صلاة الفجر أخرج باحثاً عن شربة ماء ولا أجدها. الناس يشربون مياه مالحة أو غير صالحة، هرباً من هذه الطوابير الطويلة."
أما محمد حسن، وهو سائق أجرة، فيضيف:
"أقف في الطوابير من العصر حتى الثامنة مساء. البحث عن المياه شغلني عن عملي، معظم وقتي يضيع هنا."
أسباب متعددة.. وحصار مائي مستمر
الأزمة الحالية تأتي نتيجة الجفاف الحاد الذي ضرب معظم آبار المدينة، بفعل تغير المناخ، والضغط المتزايد على مصادر المياه القليلة المتبقية، والتي تقع معظمها ضمن مناطق تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
وتتهم السلطات الحكومية جماعة الحوثيين بمنع ضخ المياه من الأحواض الخاضعة لسيطرتهم، والتي كانت تعد الرافد الرئيسي لتعز بالمياه قبل اندلاع الحرب.
يقول الصحفي المتخصص في الشؤون البيئية، أحمد البكاري:
"الحوثيون يسيطرون على 75% من الموارد المائية، ويفرضون حصاراً مائياً على المدينة منذ بداية الحرب. الحل المستدام هو إنشاء محطة لتحلية مياه البحر، وهو ما تأخر كثيراً."
ارتفاع الأسعار ومخاطر صحية وشيكة
خلال شهر واحد فقط، ارتفعت أسعار المياه بأكثر من أربعة أضعاف، مما زاد من معاناة السكان، ودفع العديد منهم إلى استخدام مصادر غير آمنة، ما يُنذر بانتشار أمراض مرتبطة بتلوث المياه، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.
ورغم التحذيرات المتزايدة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، لا تزال الجهود الحكومية والدولية محدودة أو غير فعّالة في معالجة الأزمة، مما يطرح تساؤلات عن مصير مئات الآلاف من سكان تعز إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
تقرير: أيمن قائد – كوردستان24 – تعز