في قرية جورية.. ملحمة من التكاتف الأهلي تتوج بتكريم الطلاب وتتحول إلى عرس جماعي

أربيل (كوردستان 24)- في مشهد يجسد أسمى معاني التكاتف المجتمعي، تحولت قرية جورية بريف قامشلو إلى ساحة فرح واحتفال، حيث نظم الأهالي حفلاً بهيجاً لتكريم طلابهم الناجحين والمتخرجين، تتويجاً لعام دراسي مليء بالتحديات التي تمكنوا من تجاوزها بفضل مبادرة أهلية فريدة.

الاحتفالية التي أقيمت في الهواء الطلق، بحضور حاشد من سكان القرية، لم تكن مجرد حفل تخرج تقليدي، بل كانت تعبيراً عن انتصار إرادة المجتمع على الظروف الصعبة. افتتح الأطفال الحفل بأداء مؤثر للنشيد القومي الكوردي "أي رقيب"، وهم يرتدون أزياءهم الفلكلورية الزاهية، لتبدأ بعدها فقرات فنية متنوعة وتوزيع الجوائز على الطلاب المتفوقين.             

لم تكن هذه الفرحة وليدة الصدفة. فخلف هذا النجاح، تكمن قصة ملهمة من العمل الدؤوب. يروي اسماعيل سنان، احد وجهاء قرية جوهرية قصة المبادرة قائلاً: "بصفتي من كبار السن في القرية، شهدنا كيف كان الوضع التعليمي لأبنائنا ينهار، وحالة المدرسة سيئة للغاية. خشينا أن ينقطع أطفالنا عن الدراسة، لذلك قمنا بتشكيل 'لجنة خدمات' أهلية، وهدفنا كان دعم مسيرة التعليم بكل السبل الممكنة".     

وأضاف: "هذه اللجنة، التي أشرف عليها، تعمل على دعم الطلاب والمدارس، وهذا الحفل هو الثالث من نوعه الذي ننظمه لتكريم أبنائنا وتشجيعهم على مواصلة التفوق.

كما شكلنا لجنة أخرى لتقديم الدعم الاقتصادي للعائلات المحتاجة، لضمان عدم حرمان أي طفل من حقه في التعليم".

عكست كلمات الطلاب مشاعر الفخر والامتنان، وكشفت عن حجم التحديات التي واجهوها.

تقول إحدى الطالبات المتفوقات وهي هتاو سنان : "أنا طالبة في الصف التاسع، وقد حققت معدل 307 من 310. لقد واجهنا أنا وزملائي صعوبات جمة، خاصة في التنقل، حيث كانت المواصلات تمثل تحدياً كبيراً. لكن بفضل دعم أهالينا ومعلمينا، والمساعدة الكبيرة التي قدموها لنا، تمكنا من تحقيق هذا النجاح".    

وشكرت المتفوقة الثانية في محافظة الحسكة من أبناء القرية الجميع للدعم الذي قدموا لها لحين تحقيق 99% من سلم العلامات.  

وتضيف لافا أسعد وهي طالبة متوفقة في الشهادة الثانوية: "لقد تعبنا كثيراً ودرسنا بجد، وعانينا من صعوبة تصحيح أوراقنا الامتحانية في مناطق أخرى، لكن النتيجة كانت أفضل مما توقعنا. كل هذا التعب لم يذهب سدىً، وأنا سعيدة جداً اليوم".  

لم يكن الحفل مجرد مناسبة لتوزيع الشهادات، بل كان رسالة قوية من أهالي قرية جورية بأن التعليم هو السلاح الأقوى لمواجهة المستقبل، وأن التكاتف المجتمعي قادر على صنع المعجزات، محولاً التحديات إلى قصص نجاح تُلهم الأجيال القادمة.

تقرير: كوردستان24 - قامشلو

 
Fly Erbil Advertisment