ذكرى أنفال البارزانيين: قصص الألم والصمود تتجدد بعد ٤٢ عامًا

أربيل (كوردستان24)- بعد مرور ٤٢ عامًا على عمليات انفال البارزانيين التي ارتكبها نظام البعث العراقي ضد البارزانيين في المجمعات القسرية في أطراف اربيل، لا تزال قصص الألم والفقدان حاضرة في وجدان آلاف العائلات التي فقدت أعزاءها دون أثر.
يقول حبيب لكوردستان24: "أصغر ضحايا الأنفال كان شقيقي الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره. أطلقت اسمه على ابني ليبقى ذكراه حية بيننا. ما تبقى لنا من صورهم هو الذكرى الوحيدة التي تمنحنا بعض السلوى والاطمئنان. وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة، لا يزال الأمل يراودنا في أن نلتقي بهم يوماً ما."
ويضيف: "آخر ما أتذكره، أن والدي طلب من والدتي أن تجهز ملابس الأطفال، لأنه كان يعتقد أنهم سيأخذون النساء والأطفال أيضاً بعد أن أخذوا الرجال.
واضاف بالقول : بعد قطع الماء والكهرباء عن منازلنا، كان سكان أربيل خير سندٍ لنا. نؤمن أن عمليات الأنفال لم تنتهِ، بل مستمرة حتى اليوم، لكن بطرق وأساليب مختلفة."
وتعد عمليات الأنفال التي انطلقت في ثمانينيات القرن الماضي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق بحق الكورد، حيث تم أعتقال أكثر من ثمانية آلاف شخص من عشيرة البارزانيين عام 1983، ودفنت أحلامهم وآمالهم معهم تحت التراب.
ورغم بشاعة الجريمة، ما زالت الحكومة العراقية الحالية غير مستعدة لتعويض المتضررين الكورد أو إعادة حقوقهم.
من جهته، صرح د. نافسَر عبدالقادر، وكيل وزارة الشهداء وضحايا الأنفال، لكوردستان24 قائلاً: "للأسف، الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 لم تمنح المرحلة الثانية من التعويضات للمتضررين من الأنفال، كما لم تقم بواجباتها القانونية والدستورية تجاه ضحايا الإبادة الجماعية."
وأضاف: "نطالب جميع الأحزاب والجهات السياسية الكوردستانية بالضغط على الحكومة العراقية للانضمام إلى محكمة الجرائم الدولية، من أجل تسهيل عملية تعويض الضحايا."
ورغم الفقدان والمآسي، لا تزال قصص الصمود والتضحية لأمهات ونساء البارزانيين تروى جيلاً بعد جيل، إذ أصبحن رمزًا للبطولة بعدما فقدن أعز الناس لهن، وتمكنّ رغم الظروف القاسية من أداء دور الأمومة وتربية أبنائهن على مبادئ آبائهم وأجدادهم.

