ماذا يحدث في الموصل؟: بين دمار الحرب وإعمار أربيل.. مواطنون يبحثون عن إجابة في صناديق الاقتراع

مدينة الموصل
مدينة الموصل

أربيل (كوردستان 24)- على الرغم من مرور سنوات على تحريرها من تنظيم داعش، لا تزال مدينة الموصل تعاني من آثار دمار هائل، حيث تقف الأنقاض شاهدة على حرب طاحنة، بينما يكافح سكانها للحصول على أبسط الخدمات الأساسية. ومع اقتراب موعد الانتخابات، يطرح سؤال مُلح نفسه بقوة: لماذا بقيت الموصل على حالها بينما ازدهرت مدن أخرى مثل أربيل؟

في تقرير ميداني ضمن برنامج (ج باسه - ما الأمر؟) من قلب المدينة القديمة في الموصل، يسلط الإعلامي كامران حاجي عمر الضوء على هذا التناقض الصارخ. واقفًا وسط ركام المباني المدمرة، يقول: "أتيت إلى هنا لأعرف، مع اقتراب الانتخابات، ماذا يحدث هنا؟". 

أصوات من تحت الأنقاض

تعكس شهادات المواطنين حالة من الإحباط الممزوج بالأمل في التغيير. يتساءل شاب موصلي بحرقة: "كل يوم أسأل نفسي... لماذا أربيل فيها إعمار والموصل لا؟".

أما أحد كبار السن، فيلخص معاناة أهالي المنطقة التي تمتد لعقود، قائلاً: "نحن هنا منذ التسعينيات ولا توجد أي خدمات. لا شوارع، لا ماء، ولا كهرباء. فقط وعود ولا شيء آخر". ويؤكد عزمه على تغيير صوته في الانتخابات المقبلة: "سنصوت لمن يخدمنا ويقدم لنا الخدمات".

هذه المعاناة تمتد لتطال قطاع التعليم، حيث يشكو بلال محمد، مدير إحدى المدارس في منطقة منكوبة، من نقص حاد في الخدمات الأساسية. ويقول: "من أهم المشاكل التي نواجهها هي قلة مياه الشرب، حيث تصلنا المياه لساعتين فقط كل أربعة أو خمسة أيام". ويضيف أن سوء الطرق يؤدي إلى تغيب الطلاب وحتى المعلمين عن المدرسة في الأيام الماطرة.

مقارنة حتمية مع إقليم كوردستان

الفجوة بين واقع الموصل وما تشهده مدن إقليم كوردستان من استقرار وتنمية تظهر بوضوح خلال التقرير. في مكالمة فيديو مع شاب من الموصل يقيم حاليًا في أربيل، يتضح الفارق جليًا. يقول الشاب: "الحمد لله، هنا الكهرباء والماء متوفران على مدار 24 ساعة، وفرص العمل موجودة، والحياة مستقرة".

السياسة والخدمات: وعود في مواجهة الواقع

يطرح هذا التناقض تساؤلات حول دور المسؤولين والجهات السياسية في إعادة إعمار المدينة. شيروان الدوبرداني، مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعضو حالي في البرلمان العراقي، يرى أن المشكلة ليست في نقص الميزانيات، بل في "الفساد ووجود الميليشيات التي تمنع الاستقرار وتعيق الاستثمار".

ويضيف الدوبرداني: "على عكس الموصل، يوجد في إقليم كوردستان أمن وسيادة قانون، وهذا ما يجذب النازحين والمستثمرين". ويؤكد أن حزبه، بتوجيه من الرئيس مسعود بارزاني، يعمل على خدمة جميع المواطنين دون تمييز، مشيرًا إلى تنفيذ مئات المشاريع الخدمية في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، من سنجار إلى مخمور، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية والطرق.

مع اقتراب يوم الاقتراع، يقف أهالي الموصل أمام خيار حاسم. فبعد سنوات من الوعود التي لم تتحقق، يبدو أن معيارهم الأساسي هذه المرة هو البحث عن من يمتلك رؤية وخبرة حقيقية في الإعمار وتقديم الخدمات، على أمل أن تستعيد مدينتهم عافيتها وتلحق بركب التنمية والازدهار.

 
 
Fly Erbil Advertisment