جرذ "يأكل" 62 تريليون دينار.. نفي رسمي وسخرية شعبية تخفي شكوكاً بالفساد
أربيل (كوردستان 24)- ضجت منصات التواصل الاجتماعي في العراق بخبر لا يصدق، مفاده أن جرذاً تمكن من "قرض" وتخريب ما قيمته 62 تريليون دينار عراقي كانت محفوظة في البنك المركزي. ورغم أن القصة تبدو أقرب إلى الخيال، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً بين نفي رسمي قاطع، وتحليلات تشكك في الرواية لكنها لا تستبعد وجود حادثة فساد حقيقية تم التستر عليها بقصة "ساخرة".
وسارعت مصادر رسمية إلى نفي الخبر بشكل قاطع. وفي تصريح خاص لكوردستان 24، أكد مصدر من داخل البنك المركزي العراقي أن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماماً، مشيراً إلى أن الأموال محفوظة في غرف وخزائن شديدة التحصين يستحيل الوصول إليها.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن إطلاق مثل هذه الشائعات الضخمة قد يكون تكتيكاً مقصوداً. وقال المحلل السياسي محمد نعناع لكوردستان 24: "عندما دققنا في الموضوع، وجدنا أن حادثة ما قد وقعت بالفعل، لكن ليس بهذا الرقم الفلكي، بل بمبلغ أقل بكثير، وتم إخفاء الموضوع". وأضاف نعناع: "الحديث عن مبلغ 62 تريليون دينار يهدف إلى تسخيف القضية برمتها وتبسيطها، فمن سيصدق أن جرذاناً يمكنها قرض كل هذه الأموال؟ وبهذه الطريقة يتم طمس الحقيقة".
على الجانب الآخر، استبعد خبراء اقتصاديون صحة الرواية من أساسها، مستندين إلى الإجراءات الأمنية المشددة في المؤسسات المالية. وبهذا الصدد، قال المحلل الاقتصادي أحمد الأنصاري لكوردستان 24: "اتهام القوارض اليوم أمر غير معقول. البنك المركزي، والبنوك الأخرى، تملك خزائن محصنة، ومن المستحيل أن تكون الأموال متاحة أمام الجرذان. هذا الموضوع لا يتقبله العقل".
وبالرغم من النفي الحكومي، لم يتفاجأ المواطنون من سماع مثل هذه الأخبار، التي يعتبرونها غالباً غطاءً لعمليات فساد كبرى. وأعاد هذا الحادث إلى الأذهان وقائع سابقة لم تكن أقل غرابة، أبرزها قضية اختفاء أطنان كبيرة من الحنطة من صوامع الغلال، حيث تم إلقاء اللوم حينها على طيور الحمام.
ويبقى الجدل قائماً بين الرواية الرسمية التي تنفي الواقعة، والشكوك الشعبية التي ترى في "جرذ البنك المركزي" بطلاً جديداً في سلسلة قصص الفساد الخيالية التي تهدف، بحسب رأيهم، إلى إخفاء الحقائق عن الرأي العام.
تقرير : سيف علي – كوردستان24 - بغداد