بين ظلام بغداد ونور كوردستان: الكهرباء تكشف تبايناً صارخاً في إدارة الخدمات

أربيل (كوردستان 24)- في الوقت الذي يئن فيه سكان العاصمة العراقية بغداد تحت وطأة الانقطاع شبه الدائم للكهرباء الوطنية وارتفاع أسعار المولدات الأهلية، يعيش إقليم كوردستان تحولاً جذرياً في قطاع الطاقة بفضل مشروع "روناكي" (النور) الذي بدأ يؤتي ثماره بتوفير كهرباء مستمرة على مدار 24 ساعة لمئات الآلاف من المواطنين.
معاناة في بغداد وأسعار باهظة
مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في بغداد، تقلصت ساعات تزويد الكهرباء الوطنية إلى ما بين 6 و10 ساعات فقط يومياً، مما دفع المواطنين إلى الاعتماد بشكل كامل على المولدات الأهلية التي ارتفعت أسعارها لتصل إلى 15 ألف دينار عراقي للأمبير الواحد.
ويصف المواطن عباس غريزي من بغداد الوضع قائلاً: "بعض أصحاب المولدات يتقاضون 10 آلاف وآخرون 15 ألفاً، ولا نستطيع الاعتراض لأنهم سيقطعون الكهرباء عنا في ظل غياب الرقابة الحكومية والكهرباء الوطنية السيئة".
فيما يضيف المواطن سالم مجيد بنبرة يأس: "هل يعقل أن مشكلة الكهرباء لم تُحل منذ عام 2003؟ انظروا إلى أربيل والسليمانية، لديهم كهرباء 24 ساعة وانتهت مشكلتهم".
المفارقة تكمن في أن هذا النقص الحاد يأتي رغم إنفاق الحكومة العراقية أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2003، دون أن يلمس المواطن أي تحسن يذكر.
"روناكي" يضيء كوردستان
على النقيض تماماً، يشهد إقليم كوردستان ثورة في قطاع الطاقة. فمن خلال مشروع "روناكي"، تمكنت حكومة الإقليم من توفير كهرباء على مدار 24 ساعة لأكثر من 40% من السكان، أي ما يعادل 2.7 مليون مواطن.
وأدى المشروع إلى إطفاء أكثر من 2500 مولدة أهلية في مدن الإقليم، مما وفر على المواطنين أعباء مالية كبيرة وساهم في خلق بيئة أنظف وأكثر هدوءاً. يقول المواطن نجم الدين شيركو، وهو صاحب دكان في اربيل: "الحمد لله، الوضع جيد جداً الآن. قبل ذلك، كنا نعاني من انقطاع الكهرباء وتلف أجهزتنا، لكن الآن نحن مرتاحون جداً".
أهداف طموحة لمستقبل مستدام
يهدف مشروع "روناكي" إلى توفير كهرباء مستمرة بأسعار معقولة، وتسهيل الحياة اليومية للمواطنين، والمساهمة في تحقيق "كردستان أنظف"، والمضي قدماً نحو التنمية والتطوير. وتشمل الخطة الحكومية تغطية الإقليم بالكامل بالكهرباء على مدار 24 ساعة بحلول نهاية عام 2026.
بغداد – شيفان جباري /أربيل – شيماء بايز (كوردستان 24)