الرضاعة الطبيعية: "اللقاح الأول" الذي تتجاهله الأمهات.. وقصة آمنة الملهمة في أربيل

أربيل (كوردستان 24)- في عصرٍ أصبح فيه الحليب الصناعي خياراً سهلاً ومتاحاً، تبرز قصص ملهمة لأمهات يصررن على منح أطفالهن أفضل بداية ممكنة في الحياة عبر الرضاعة الطبيعية، التي يصفها الخبراء بـ"اللقاح الأول" للطفل.

في القرن الحادي والعشرين، أصبح من النادر أن تجد أماً لم تستخدم الحليب الصناعي. لكن آمنة واحد، وهي أم لأربعة أطفال، تروي بفخر قصتها الفريدة، حيث نجحت في إرضاع جميع أطفالها رضاعة طبيعية خالصة. وتعتبر آمنة هذا الأمر مسؤولية مقدسة ومصدراً للصحة والقوة والمشاعر الحقيقية التي تربطها بأبنائها.

في حديثها لـ كوردستان 24، تقول آمنة: "الرضاعة الطبيعية ضرورية جداً، وبالتأكيد هي الأفضل. لدي أربعة أطفال، وجميعهم أرضعتهم من حليبي. فوائدها لا تعد ولا تحصى، وهي أسهل وأكثر فائدة".

تأتي قصة آمنة في وقت تُظهر فيه الإحصاءات العالمية تراجعاً مقلقاً في معدلات الرضاعة الطبيعية. فبحسب منظمة الصحة العالمية، 44% فقط من الأطفال حول العالم يحصلون على رضاعة طبيعية خالصة خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وتُعزى أسباب هذا التراجع إلى عوامل عدة، منها انشغال الأمهات بالعمل، ونقص الوعي، وبعض المفاهيم الخاطئة الشائعة.

من جهته، يؤكد الدكتور محمد حسن، طبيب متخصص في طب الأطفال، على الفوائد التي لا تضاهى لحليب الأم. ويوضح لكوردستان 24: "لا يمكن مقارنة حليب الأم بالحليب الصناعي على الإطلاق. فهو يقوي مناعة الطفل بشكل كبير ويجعله أقل عرضة للأمراض".

ويضيف الدكتور محمد أن الفوائد لا تقتصر على الطفل فحسب، بل تمتد لتشمل الأم أيضاً، قائلاً: "الرضاعة الطبيعية تحمي حوالي 60% من الأمهات من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو من الأمراض المنتشرة. لذا، يجب أن نشجع الأمهات دائماً على عدم التخلي عن هذا الحق الطبيعي لأطفالهن".

وفي إطار الجهود العالمية لرفع مستوى الوعي، يتم الاحتفال سنوياً بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، مع وضع خطط طموحة تهدف إلى رفع نسبة الرضاعة الطبيعية الخالصة إلى 70% بحلول عام 2030، لضمان مستقبل أكثر صحة وأماناً للأجيال القادمة. 

 

تقرير: نيان بارزان - كوردستان 24 – أربيل

 
Fly Erbil Advertisment