خطوة جديدة للمكونات السورية نحو دولة تعددية لا مركزية في مؤتمر بروكسل

أربيل (كوردستان 24)- تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الأحد المقبل، انعقاد مؤتمر يضم ممثلين عن مختلف المكونات السورية، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود السياسية والمدنية بعيداً عن المركزية والسيطرة الأحادية.
يأتي هذا المؤتمر بعد يومين فقط من عقد مؤتمر "الموقف الواحد" في الحسكة، الذي أثار جدلاً واسعاً حول أهدافه، بين من اعتبره بداية لتشكيل "حلف الأقليات" قد يتطور إلى تحالف عسكري، وبين من رأى فيه محاولة من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لتجميع أوراق القوة قبل مفاوضات مرتقبة مع دمشق، بينما اعتبره آخرون مساراً موازياً للمرحلة الانتقالية ترفضه أطراف عدة.
وأكدت مصادر مقربة من اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن المؤتمر في بروكسل لن يقتصر على مكونات شمال شرقي سوريا، بل مختلف المجتمع السوري من كورد، علويين، دروز، سنة معتدلين، مسيحيين، سريان، آشور، أرمن، إسماعيليين، تركمان، شركس، وغيرهم من المكونات ذات الجذور العميقة في تاريخ سوريا وهويتها.
وأوضحت المصادر أن العنوان النهائي للمؤتمر لم يُحسم بعد، بين "مبادرة الحوار الوطني السوري الجامع" و"منتدى المكونات السورية من أجل الفيدرالية والديمقراطية"، مع توقع ترجيح اختيار العنوان الثاني لما يحمله من دلالات سياسية أوضح.
وينتظر أن يفضي المؤتمر إلى تأسيس "لجنة تنسيق المكونات السورية" كإطار مدني مستقل يهدف إلى بناء الثقة وتعزيز الحوار وإرساء شراكة وطنية ترتكز على المواطنة المتساوية، العدالة، واحترام التنوع، وفق ما نقلته صحيفة النهار.
وتنص "مذكرة سياسية تمهيدية" سيتم عرضها خلال المؤتمر على استقلالية اللجنة عن أي سلطة قائمة في دمشق، مع رفض شرعية القوى التي تفرض سيطرتها بالعنف أو الإقصاء، أو عبر الأيديولوجيات الدينية المتشددة.
كما تؤكد المذكرة على وحدة سوريا أرضاً وشعباً ضمن إطار وطني تعددي، داعية إلى اعتماد اللامركزية لتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار، وتحسين الشفافية والكفاءة، مع الحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها.
وتركز ورقة أخرى على موقف الأقليات، وخصوصاً الكورد والدروز والعلويين، مشيرة إلى الانزياح بدرجات متفاوتة عن الدولة المركزية، والخوف من تكرار المجازر أو الانقراض السياسي.
مطالبين بحماية دولية وتمثيل ومشاركة عادلة في المعادلة السياسية.
وأكدت المصادر أن لجنة التنسيق تسعى إلى تجاوز ثنائية النظام مقابل المعارضة المسلحة، من خلال طرح بديل وطني جامع يرتكز على التنوع والعدالة والمواطنة والشراكة.
داعية القوى المدنية والمجتمعية والسياسية إلى المشاركة في بناء مشروع وطني جديد قائم على الحوار والتفاهم، لتحقيق دولة سورية ديمقراطية تعددية لا مركزية تقوم على الحرية والعدالة والمساواة.