الدروز يطالبون بتحقيق دولي بأحداث السويداء

أربيل (كوردستان24)- دعا الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في السويداء السورية، حكمت سلمان الهجري، اليوم السبت 9 آب 2025، إلى فتح تحقيق دولي بأحداث السويداء وإحالة الجناة إلى المحاكم الجنائية الدولية.
وقال الهجري في كلمة مصورة، تابعتها كوردستان24: إن "الأيام الأخيرة شهدنا سلسلة من الجرائم التي لا يمكن وصفها إلا بأنها إبادة ممنهجة تنفذ بدم بارد و تدار من غرف مظلمة تحركها أياد اعتادت أن تكتب بالدم لا بالحبر".
وأضاف: "أطفال ذبحوا أمام أعين أمهاتهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان، شيوخ اعدموا في الساحات العامة بلا شفقة ولا رحمة، منازل أحرقت بمن فيها و كأن النار أصبحت لغة الحكم، مدنيون خطفوا كرهائن ليستخدموا في لعبة سياسية قذرة، حصار خانق امتد لأسابيع شمل قطع الماء و الكهرباء و الغذاء في محاولة لكسر إرادة شعب لا ينكسر، قصف عشوائي بالصواريخ وقذائف الهاون استهدف القرى الآمنة دون تمييز بين طفل أو شيخ وبين بيت أو مدرسة، وهذه ليست تجاوزات فردية بل خطة إبادة صامتة تنفذ على مرأى و مسمع من العالم و تغلف إعلاميا بأكاذيب فرض الأمان".
وتابع: أن "استخدام التجويع كوسيلة ضغط على المدنيين لا يعد مجرد انتهاك بل هو جريمة حرب موصوفة يدان مرتكبيها أمام القانون الدولي وأمام البشرية، فبموجب المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والمادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني يحظر صراحة استخدام السلاح ضد السكان المدنيين أو عرقلة وصول الإغاثة الإنسانية، وقد جاء التعديل الذي أدخل عام 2019 على المادة الثامنة من نظام روما الأساسي ليجرم هذا الفعل بشكل لا لبس فيه في النزاعات الدولية وغير الدولية على حد سواء".
وأردف: أنه "من موقعنا ندين بشدة حملات التزييف التي تقودها وسائل الاعلام الرسمية وبعض القنوات الداعمة لحكومة الأمر الواقع والتي تحاول أن تلبس الجريمة ثوب الأمان وتروج لسلام زائف يبنى على أنقاض الأبرياء".
وناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يتحرك فورا وينهي هذا الصمت القاتل، وعليه نطالب بفتح تحقيق دولي مستقل حول الجرائم المرتكبة في السويداء، وإحالة المتورطين بهذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وارسال بعثات مراقبة دولية لحماية المدنيين، ووقف كل اشكال الدعم السياسي والعسكري للفصائل الإرهابية المحيطة بالسويداء.
وتوجه إلى الدول الضامنة بالضغط على "حكومة الأمر الواقع للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار وعدم تكرار الخروقات والاعتداءات التي تمت خلال سريان هذا الاتفاق والذي تم الالتزام به من قبلنا ونؤكد على لزوم انسحاب كافة الميليشيات والمجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء لتأمين عودة أبنائنا إلى قراهم ومنازلهم".