ألمانيا: أزمة سكن خانقة تبدد أحلام اللاجئين وتجبرهم على البقاء في المخيمات لسنوات

أربيل (كوردستان24)- فيما كانت ألمانيا وجهة الأحلام لآلاف الفارين من الحروب والأزمات، يصطدم اليوم واقع اللاجئين فيها، وخاصة في العاصمة برلين، بجدار أزمة سكن خانقة، حيث أصبح الحصول على منزل للإيجار مهمة شبه مستحيلة، تدفعهم للبقاء في المخيمات لسنوات طويلة، وتجبرهم على التعامل مع سوق سوداء تستنزف مدخراتهم القليلة.
فاضل علي، لاجئ كوردي من غربي كوردستان(سوريا)، يروي لكوردستان24 ، قصته التي تلخص معاناة الكثيرين. فبعد خمس سنوات من وصوله إلى برلين، لا يزال هو وعائلته يقيمون في أحد المخيمات. يقول فاضل بحسرة: "قدمنا طلبات عديدة للحصول على منزل، لكن الأفضلية تُمنح لجنسيات أخرى مثل الأوكرانيين والبولنديين. أما نحن كلاجئين من كوردستان والعراق، فنجد صعوبة بالغة في الحصول على أي استجابة".
هذه الصعوبات فتحت الباب على مصراعيه أمام "السوق السوداء"، حيث يضطر اللاجئون لدفع مبالغ طائلة للسماسرة مقابل تأمين عقد إيجار. ويوضح فاضل: "للحصول على شقة من ثلاث غرف، يطلب السمسار 7,000 يورو، وشقة من أربع غرف تصل إلى 9,500 يورو، أما الشقة المكونة من خمس غرف فقد تكلف ما بين 12,000 إلى 13,000 يورو".
قصة فاضل ليست حالة معزولة، فدلاور رمضان، لاجئ آخر في برلين، لا يزال يقيم في المخيمات منذ أكثر من 12 عاماً. ويقول دلاور إن "الحكومة لا تمنحني منزلاً، ولا أستطيع العثور على واحد بنفسي لأني لا أملك وظيفة ثابتة، وهو شرط أساسي لدى أصحاب العقارات".
يخاطر اللاجئون بحياتهم ويبيعون كل ما يملكون للوصول إلى أوروبا، لكن أحلامهم بحياة كريمة سرعان ما تتبخر. ومع مرور الأيام، يصبح الخروج من المخيم وتأمين سقف يأويهم هو الحلم الأكبر. وهكذا، تتحول "أوروبا الجنة" في أذهان الكثيرين إلى ما يشبه "مخيماً كبيراً"، حيث الانتظار هو سيد الموقف، والمستقبل يلفه الغموض.


كوردستان24 - برلين - شوقي كانبي

 
Fly Erbil Advertisment