موسم التفاح الحامض في شمال كوردستان... رزق العائلات من خيرات الجبال

أربيل (كوردستان24)- في شمال مدينة جولميرك وأقضيتها الأربع، بدأ موسم جمع وتجفيف التفاح الحامض، أحد المنتجات الطبيعية التي تشتهر بها المنطقة. هذا النوع من التفاح، المعروف بمرارته وحموضته، يُجمع من قرى كَڤَر، روباروك وشمدينان، ثم يُنقل إلى قضاء كَڤَر حيث يُفرش في السهول الواسعة تحت أشعة الشمس ليجفّ ويصبح صالحًا للتخزين والتسويق.
يصف أحد الشباب العاملين في هذه المهنة خطوات العمل قائلاً، "نتنقل بين القرى لجمع التفاح من الأهالي، نعبئه في أكياس كبيرة وننقله إلى قضاء كَڤَر. هناك نقوم بتنظيفه ووزنه، ثم نضعه في الآلة التي تغسله جيدًا، وبعدها نفرشه على شبكات قماشية ليجف تحت أشعة الشمس. لاحقًا نعيد تعبئته في أكياس ونخزنه في المستودعات إلى حين توزيعه."
كان التفاح الحامض في الماضي جزءًا مهمًا من المائدة، إذ اعتادت الأمهات على تجفيفه وصنع مشروب "الخشاف" منه، خاصة في شهر رمضان. إلا أن هذا التقليد تراجع خلال السنوات الأخيرة، حيث تُركت الثمار لتتساقط وتفسد تحت الأشجار. لكن مبادرة من اثنين من أهالي شمزينان أعادت إحياء هذه الصناعة، عبر مشروع يجمع التفاح الحامض والمر من مختلف قرى هكاري ويُسوقه في مدن تركيا.
يؤكد أحد المزارعين من قضاء كَڤَر قائلاً، "التفاح الحامض الذي ينمو في الجبال العالية يُعتبر بمثابة دواء. قد لا يعرف الناس في الخارج قيمته أو موسمه، لكنه بالنسبة لنا غذاء وعلاج في آن واحد. يُستخدم طازجًا أو مجففًا في الطعام، وفي إعداد مشروب الخشاف الذي يتميز بمذاق لذيذ للغاية."
تحول التفاح الحامض اليوم إلى مصدر رزق للعديد من العائلات في هكاري، إذ يوفر هذا العمل دخلاً ثابتًا لمئات الأفراد الذين يشاركون في جمعه وتجفيفه وتوزيعه. وهكذا عاد هذا المنتج الطبيعي ليتصدر الموائد مجددًا، جامعًا بين القيمة الغذائية والفائدة الصحية والبعد التراثي.
تقرير: كوردستان24 – شمال كوردستان




