غزة في حالة مجاعة في أول إعلان للأمم المتحدة من نوعه في الشرق الأوسط

غزّيون يحملون مساعدات إنسانية تلقوها في مركز توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية (فرانس برس)
غزّيون يحملون مساعدات إنسانية تلقوها في مركز توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميا الجمعة، في أوّل إعلان من هذا النوع في الشرق الأوسط، بعدما حذّر خبراؤها في تقرير من أن 500 ألف شخص باتوا في وضع "كارثي"، محملين إسرائيل مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر "هي مجاعة كان من الممكن تفاديها لو تسنّى لنا القيام بذلك. غير أن المساعدات الغذائية تتكدّس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل"، معتبرا أن هذه المجاعة "ينبغي أن تؤرقنا جميعا".

وأوضح التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة والذي يتخذ من روما مقرا، أنّ هذه "المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد المجاعة رسميا في منطقة الشرق الأوسط".

وأفاد متحدث باسم الأمم المتحدة وكالة فرانس برس، بأنّه كان من المتوقع حدوث مجاعة في اليمن في العام 2018 لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميا رغم الأزمة الإنسانية في البلد الفقير والذي يشهد حربا.

وأثار إعلان الأمم المتحدة الجمعة، حفيظة إسرائيل التي أكد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو أنّ التقرير بشأن المجاعة في غزة "كذبة صريحة"، في حين أصرت وزارة خارجيته على أنه "لا توجد مجاعة"، مندده بانحياز التقرير واستناده إلى "أكاذيب حماس".

وبعد التحذير لأشهر من مغبّة انتشار المجاعة في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن المجاعة مستشرية في محافظة غزة ومن المتوقّع أن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر أيلول/سبتمبر.

وتشكّل محافظة غزة حوالى 20 % من مساحة القطاع الفلسطيني، وإذا ما أضفنا خان يونس (29,5 %) ودير البلح (16 %)، تبلغ المساحة الإجمالية 65,5 %، أي حوالى ثلثي قطاع غزة الممتدّ على 365 كيلومترا مربعا وحيث يعيش ما يزيد قليلا عن مليوني نسمة.

ونبّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفا "كارثية"، وهو أعلى مستوى في التصنيف المعروف اختصارا بـ "آي بي سي" ويتّسم بالمجاعة والموت.

ومن المقدّر أن يرتفع هذه العدد الذي يستند إلى معلومات مجمّعة حتّى تاريخ 15 آب/أغسطس إلى حوالى 641 ألفا بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

وخلص "آي بي سي" إلى أن تدهور الوضع هذا هو الأسوأ من نوعه منذ البدء بتقييم الأحوال في غزة.

وتعتبر هذه الهيئة الأممية أن المجاعة تحدث عند تضافر ثلاثة عوامل هي 20 % من الأسر على الأقلّ (أسرة من كلّ خمس) تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية و30 % من الأطفال دون الخامسة على الأقلّ (واحد من كلّ ثلاثة) يعانون من سوء تغذية حادّ، فضلا عن وفاة شخصين على الأقلّ من كلّ 10 آلاف جوعا بمعدّل يومي.

AFP

 
 
Fly Erbil Advertisment