مزارعو رابرين يستخدمون طرائق جديدة لري المحاصيل
أربيل (كوردستان 24)- يعد عين قولكه من أكبر عيون سهل بيتوينه في إدارة رابرين المستقلة، في السابق كانت تسقي آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، حيث كانت تُروى زراعة التبغ والطماطم ودوار الشمس والبساتين وأنواع مختلفة من الخضروات بمياهها. لكن تأثير الجفاف وقلة الأمطار جعلها اليوم عاجزة حتى عن توفير مياه الشرب لمواشي المنطقة.
بسبب تغيّر المناخ وشحّ المياه، اضطر الفلاحون إلى الاعتماد على أساليب حديثة للري، من بينها ما يُعرف بالرشاشات المطرية. هذه الطريقة تسهّل عملية الري وتوفر وقتاً كبيراً للفلاحين، كما أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.
ويحتوي النظام على أنبوب رفيع مزوّد بفوهة صغيرة ترش المياه يميناً ويساراً لمسافة تصل إلى ثلاثة أمتار، فتؤدي مهمة الري بكفاءة.
علي أرسلان، أحد فلاحي المنطقة، قال لكوردستان24: محاصيلنا تحتاج الري ثلاث مرات، لا أكثر، شريطة توفر المياه. بعضنا جرب الري بالمرشات، لكنه لم يكن فعالاً، فكانت المحاصيل متفاوتة في الحجم ولم تنمُ بشكل متوازن، لذلك فكرنا في تركيب الرشاشات المطرية.
وأضاف: المرشات المطرية لا تكلف الكثير من المال، فأنبوب بطول مئة متر يصل سعره إلى عشرين ألف دينار. هذا العام استخدمناها في الزراعة، والحمد لله كانت محاصيلنا جيدة. هذا النظام يستهلك كميات أقل من المياه ولا يُهدرها.
يعد الري بالرش أو الري بالتنقيط من بين الطرائق التي لجأ إليها المزارعون في السنوات الأخيرة، حيث قررت حكومة إقليم كوردستان في ظل تغير المناخ ونقص المياه مساعدة الفلاحين في تبني أنظمة الري الحديثة لزراعة مساحات أوسع.
كاوه قادر، فلاح آخر من المنطقة، أوضح لكوردستان24 أن النظام قادر على ري 30 إلى 40 دونماً بسهولة، ويحتاج إلى شخص واحد فقط للتحكم به، بينما في السابق كان يتطلب عمل شخصين أو ثلاثة. اليوم يستطيع الفلاح التحكم بالري من أي مكان وتحديد الوقت المناسب، فإذا تبين أن قطعة أرض ارتوت بما يكفي، يحول المياه مباشرة إلى أرض أخرى. أما الري بالأنابيب فكان مرهقاً ولا يمكن لشخص واحد أن يقوم به.
وأشار إلى أنه في السابق، كان الفلاح يحتاج إلى 100 متر مكعب من المياه لري دونم واحد، أما اليوم فإن الأنظمة الحديثة تحقق الغرض نفسه بكمية تقل بخمس مرات.
ولم تقتصر الاستفادة على المزارعين فقط، بل شملت أصحاب البساتين الذين يستخدمون أنظمة الرش لتوزيع المياه بلطف ودقة تحت الأشجار، ما يقلل الحاجة إلى كميات كبيرة من المياه ويساعدهم في مواجهة أزمة شحّ المياه.
بريار صابر، فلاح آخر من المنطقة، قال لكوردستان24: حالياً أفضل طريقة للري هي التنقيط، لكن تختلف الحاجة من بستان إلى آخر. على سبيل المثال، إذا كان عمر البستان صغيراً فلا داعي لتبليل محيط الأشجار بالكامل، يكفي نصف ساعة يومياً أو حتى مرة كل عدة أيام. أما الأشجار الكبيرة بعمر تسع سنوات مثلاً، فيجب توسيع نطاق الري لتشمل جذورها العميقة، ولهذا نستخدم النظام لإيصال المياه مباشرة إلى الجذور، مما يساعد على نموها بشكل أفضل.
وخلال السنوات الخمس الماضية، أنشأت حكومة إقليم كوردستان تسعة سدود بكلفة 265 ملياراً و700 مليون دينار لمواجهة آثار تغيّر المناخ.
كما باشرت ببناء 126 حوضاً لتجميع مياه الأمطار، أُنجز منها حتى الآن 23 حوضاً وامتلأت بالمياه، فيما تتواصل الأعمال في البقية.
تقرير آراس أمين- مراسل كوردستان24