جرح الأنفال ما زال مفتوحاً في مجمع آزادي بدهوك

أربيل (كوردستان24)- ما زالت قصص حملة الأنفال وما خلّفته من مآسٍ تروي نفسها بين جدران المنازل المهدمة في مجمع "آزادي" بمحافظة دهوك. هنا، حيث فقدت مئات العائلات أبناءها وأحبتها، تتجدد الذكرى كل عام محمّلةً بالحنين والأحزان.


شهادات من الناجين وذوي الضحايا
الخالة سلوان علي، والدة أحد ضحايا الأنفال، تقول بعزيمة رغم لوعة الفقد، "نحن كورد وسنبقى كذلك. فقدت ثلاثة من أبنائي، وبقي لي ثلاثة آخرون. أحدهم معلم، والآخر بيشمركة، والثالث يعيش مع عائلته في دهوك. لسنا نادمين، فقد قدّمنا أبناءنا من أجل كوردستان."

أما فهمي نهاد، شقيق عدد من ضحايا الأنفال، فيروي، "أنا ابن شهيد وشقيق ثلاثة شهداء… أشعر بالفخر أننا قدّمنا أرواحنا في سبيل هذا الشعب. ولو تطلب الأمر، فإن إخوتي الباقين وأنا مستعدون للتضحية مرة أخرى."


أرقام المأساة
بدأت حملة أنفال بهدينان في 25 آب واستمرت حتى 6 أيلول 1988، وأسفرت عن استشهاد وفقدان نحو 1500 شخص. وفي غرب مجمع "آزادي" وحده، هناك منازل فقدت ما لا يقل عن تسعة من أفرادها، حتى أن بعض الأهالي يقولون: "ليت شهر آب لم يأتِ أبداً."
وتؤكد دليلة حسن، وهي من أقارب الضحايا، "اقتادونا إلى قلعة نزاركة، ومنها إلى السلامية، ثم إلى معسكر بحركة… ومنذ ذلك الوقت انقطع أثر أحبّتنا. كنا نحو 30 فرداً في العائلة، ولم يعد معظمهم حتى اليوم."
يضم مجمع "آزادي" وحده أكثر من 1200 عائلة متضررة من الأنفال، وما زالت قصصهم شاهدة على حجم الكارثة. وفي كل زقاق تقريباً، منزل يحمل ذكرى فقدان جماعي لأكثر من تسعة أشخاص.
منذ 37 عاماً، حين نفّذ نظام البعث حملته الأخيرة ضد بهدينان، شارك آلاف الجنود والمتعاونين في واحدة من أبشع الجرائم التي وُصفت بأنها إبادة جماعية. واليوم، ما تزال الذاكرة الجماعية الكوردية تحيي تلك الفاجعة التي طالت الأبرياء، وتركت جرحاً لم يندمل.


جكدار جمال – كوردستان24 – دهوك

 
Fly Erbil Advertisment