فرنسا تستدعي السفير الأمريكي بعد اتهامها بالتقاعس في مكافحة معاداة السامية

مبنى وزارة الخارجية الفرنسية
مبنى وزارة الخارجية الفرنسية

أربيل (كوردستان 24)- استدعت الخارجية الفرنسية، اليوم الاثنين، السفير الأمريكي إلى باريس عقب توجيهه انتقادات للحكومة لعدم اتخاذها إجراءات كافية لمكافحة معاداة السامية، فيما تثير نية باريس الاعتراف بدولة فلسطين استياء إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي "غياب" السفير تشارلز كوشنر، استجاب القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية للاستدعاء إلى الخارجية حيث تم إبلاغه بأن انتقادات السفير "تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية (لفرنسا) وتقدم صورة لا تتوافق مع الواقع"، وفق مصدر دبلوماسي فرنسي.

وأوضح المصدر ذاته أن مسؤولتين في الخارجية الفرنسية استقبلتا القائم بالأعمال الأمريكي.

وكرر السفير تشارلز كوشنر وهو والد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقادات وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معربا في رسالته إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "القلق العميق إزاء الارتفاع الحاد لمعاداة السامية في فرنسا وعدم اتخاذ حكومتكم إجراءات كافية لمواجهتها".

بعد ساعات من نشر محتوى الرسالة، أصدرت الخارجية الفرنسية بيانا نفت فيه "بشدة هذه الادعاءات الأخيرة"، ووصفتها بأنها "غير مقبولة".

وأكدت الوزارة أن فرنسا "ملتزمة بشكل كامل" مكافحة معاداة السامية.

واعتبرت أن هذه الانتقادات تنتهك القانون الدولي، لافتة إلى "واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما هو منصوص عليه في اتفاقية فيينا لعام 1961 المنظمة للعلاقات الدبلوماسية".

في واشنطن، أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "تأييد تصريحات"  كوشنر، مشيرا إلى أنه "ممثل حكومتنا في فرنسا ويقوم بعمل رائع في الدفاع عن مصالحنا الوطنية من خلال هذا الدور".

ويُعد استدعاء سفير أمريكي إلى وزارة الخارجية الفرنسية حدثا نادرا، ولكنه ليس الأول من نوعه.

ففي تشرين الأول/أكتوبر 2013، استُدعي السفير الأمريكي لدى باريس عقب كشف المتعاقد السابق مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بعمليات تنصت مكثفة على اتصالات في فرنسا.

وفي حزيران/يونيو 2015، استدعيت أيضا خليفته جين هارتلي لتقديم توضيحات بعدما أكدت وثائق ويكيليكس مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكية مكالمات ثلاثة رؤساء فرنسيين هم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند.

وأتت انتقادات كوشنر، بعد أيام من اتهام نتنياهو للرئيس الفرنسي بـ "صب الزيت على نار معاداة السامية" عبر دعوته إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.

واستنكرت الرئاسة الفرنسية في حينه تصريحات نتنياهو ووصفت الربط بين قرار الاعتراف بدولة فلسطين وتصاعد أعمال العنف المعادية للسامية، بأنه "مبني على مغالطات ودنيء ولن يمرّ من دون رد".

 

المصدر: فرانس برس 

 
Fly Erbil Advertisment