17 قتيلاً بينهم 4 أطفال في ضربات روسية على كييف وتصاعد المخاوف إزاء أفق السلام

أربيل (كوردستان 24)- قتل 17 شخصاً على الأقل بينهم أربعة أطفال في هجوم جوي روسي واسع على كييف ليل الأربعاء الخميس، بحسب السلطات الأوكرانية، بينما اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن موسكو تفضّل الصواريخ على التفاوض لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

ويأتي الهجوم، وهو من الأكبر منذ اندلاع الحرب مطلع العام 2022، في وقت تتعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية للحرب، خصوصا عقب اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من آب/أغسطس الجاري.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 598 مسيّرة و31 صاروخا، في ثاني أكبر هجوم من حيث العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب. وافادت عن اعتراض 563 طائرة و26 صاروخا.

وفي وقت مبكر صباح الخميس، كانت فرق الانقاذ والسكان يعملون على جمع الحطام والزجاج المتناثر في شوارع وسط كييف، بينما قام آخرون بنقل جثث وجرحى، وفق ما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس. وتسببت إحدى الضربات بأضرار بالغة في خمس طبقات من مبنى سكني وأدت الى شقه نصفين.

واورد أندريه الذي دمرت شقته في الضربة لوكالة فرانس برس أنه بالكاد نجا من الموت.

وقال "لو توجهت إلى الملجأ بعد دقيقة لكنت في عداد الموتى".

"تخريب الآمال بتحقيق السلام"

اعتبر زيلينسكي أن الهجوم "قتل مروع ومتعمد للمدنيين".

وكتب على منصات التواصل الاجتماعي صباح الخميس "هجوم ضخم آخر على مدننا. قتل مجددا".

وقال إن "الصواريخ الروسية والمسيّرات الهجومية اليوم هي رد واضح على كل من يدعو في العالم، منذ أشهر وأسابيع، الى وقف لإطلاق النار ودبلوماسية حقيقية" مع روسيا.

ورأى أن الأخيرة "تختار البالستيات عوضا عن طاولة المفاوضات. تختار مواصلة القتل عوضا عن إنهاء الحرب"، مؤكدا أن كييف تتوقع "رد فعل" دوليا، خصوصا فرض عقوبات جديدة على روسيا، داعيا حلفاء موسكو مثل الصين والمجر الى اتخاذ مواقف حازمة مما يجري.

وأعلنت روسيا التي تقول إنها استهدفت مواقع عسكرية، أنها لا تزال مهتمة بالوسائل الدبلوماسية  لكنها "ستواصل" شنّ ضربات على أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال لوكالة فرانس برس إن "القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها... تواصل ضرب الأهداف العسكرية" والمنشآت المرتبطة بها.

أضاف "في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية".

واستدعى الاتحاد الأوروبي السفير الروسي بعد تضرر مقر بعثته في كييف ليلا.

ونشر مسؤولو الاتحاد الأوروبي صورا تظهر نوافد محطمة وسقفا انهار بشكل جزئي.

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن "ترهيب" أوكرانيا. وقالت للصحافيين إن الهجوم "كان الأكثر حصدا للأرواح في العاصمة منذ تموز/يوليو... هو أيضا اعتداء على بعثتنا".

بدوره أعلن المجلس الثقافي البريطاني أن مقره "تعرض لأضرار بالغة" وسيغلق أبوابه حتى إشعار آخر.

واتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروس بـ"تخريب الآمال بتحقيق السلام" في أوكرانيا.

كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الترهيب والهمجية" اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا.

وكتب على منصة إكس "هذه هي إرادة السلام الروسية".

أكثر من 20 موقعاً

وقالت الإدارة العسكرية لكييف إن الهجوم الذي استخدمت خلاله مسيّرات وصواريخ فرط صوتية وبالستية وكروز، أصاب أكثر من 20 موقعا في العاصمة.

وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديد الأوكرانية عن "هجوم ضخم" روسي تسبّب بانقطاع التيّار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط) وأدّى إلى تأخير في حركة القطارات.

وعلى الجانب الروسي، أعلنت موسكو أنها اعترضت 102 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا التي كثفت في الآونة الأخيرة استهداف مصافي نفط ومنشآت للطاقة في روسيا، ما تسبب برفع أسعار الوقود.

وكانت ضربات روسية على كييف في أواخر تموز/يوليو أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلا، في هجوم هو من الأكثر حصدا للأرواح في العاصمة منذ بدء الحرب.

ودفعت الهجمات الروسية في حينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى زيادة الضغط على موسكو للتوصل الى تسوية تنهي الحرب، ولوّح بفرض عقوبات إضافية عليها في حال لم تقبل بذلك.

والتقى ترامب وبوتين في ألاسكا في 15 آب/أغسطس. واستقبل الرئيس الأميركي بعد ذلك زيلينسكي وقادة أوروبيين في البيت الأبيض، مؤكدا عزمه السعي لجمع الرئيسين الروسي والأوكراني وجها لوجه للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، سعيا للتوصل الى اتفاق سلام شامل.

الا أن أي تقدم على هذا الصعيد لم يحقق منذ ذلك الحين. وتبادلت موسكو وكييف الاتهام بالمسؤولية عن ذلك.

وتؤكد كييف أهمية الحصول على ضمانات أمنية من الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، في إطار أي اتفاق سلام، بشكل يحول دون تعرضها لهجوم روسي جديد.

في المقابل، تتمسك روسيا بمطالب منها تخلي أوكرانيا عن مناطق تحتل موسكو أجزاء واسعة منها، والتخلي عن مسعاها للانضمام مستقبلا الى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهو ما ترفضه كييف.

وفي الأشهر الأخيرة تمكّن الجيش الروسي الذي يحتلّ حوالى 20% من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدّمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عددا وأسوأ تجهيزا.

 

المصدر: فرانس برس 

 
 
Fly Erbil Advertisment