ممثل الأمم المتحدة في العراق يحذر من تفشي الفساد وغياب المحاسبة

أربيل (كوردستان24)- عقد ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، مؤتمراً صحفياً في محافظة كربلاء، حذر فيه من المخاطر المتزايدة لانتشار الفساد في مؤسسات الدولة العراقية، مشدداً على أن غياب المحاسبة والمساءلة يشكل تهديداً مباشراً لمستقبل البلاد واستقرارها.
واضاف في مؤتمر صحفي عقده في مدينة كربلاء"أخشى ما أخشاه على أي بلد عزيز، مثل العراق، أن ينتشر فيه ويتفشى الفساد. ولا أحصره في الفساد السياسي فحسب، على خطورته وجُرمِه الكبير، بل أعني الفساد بمعناه الواسع، سواءً كان أخلاقياً أو مالياً أو إدارياً أو قضائياً أو حتى علمياً ومؤسسياً.
كما تابع حديثه قائلا : أحب هذا البلد، وأتطلع إلى رؤيته عزيزاً مكرماً وآمناً خالياً من الفساد. لذلك أحذّر من تفشي ثقافة الفساد، وأؤكد أن العراق بلد الخير والصلاح، بلد القوانين والأنظمة الراسخة، وثقتي كبيرة بالعراقيين ومؤسساتهم، وبالأخص شباب العراق وعلماؤه وقادته."
وأكد الحسان في كلمته أن الفساد لا يقتصر على جانب واحد، بل يتغلغل في مستويات متعددة تشمل الجوانب الأخلاقية والإدارية والمالية والقضائية، الأمر الذي يضع العراق أمام تحديات جدية تتطلب إرادة سياسية قوية وإجراءات عملية لمواجهتها.
وأضاف: "أدعو الجميع إلى الوقوف بحزم وثبات ضد الفساد، وتعزيز معايير النزاهة واستقلال القضاء والشفافية، ومحاسبة الفاسدين والمفسدين بلا انتقائية. ومن قلبٍ حريص على هذا الوطن، أحثّ الجميع على التمسك بالأمانة والتحلي بروح المسؤولية، حفاظاً على مسيرة العراق بعيداً عن الغوغائية والطائفية والفئوية."
وشدد ممثل الأمم المتحدة على أن تعزيز النزاهة والشفافية، وتفعيل دور القضاء المستقل، ومحاسبة المتورطين في قضايا الفساد، هي خطوات أساسية لحماية المسار الديمقراطي والحفاظ على الاستقرار. كما دعا القيادات السياسية والمجتمعية إلى العمل المشترك من أجل بناء منظومة قيمية قائمة على النزاهة، بما يضمن مستقبل أجيال العراق القادمة.
وأضاف: "العراق بلد غني بثرواته وبطاقاته الشابة، لكن استمرار الفساد دون معالجة جذرية يقوض الثقة بالمؤسسات، ويضعف هيبة الدولة، ويمنع تحقيق التنمية الحقيقية التي يستحقها الشعب العراقي."
وختم الحسان مؤتمره بالتأكيد على أن الأمم المتحدة ستواصل دعمها للعراق في مساعي الإصلاح ومكافحة الفساد، معرباً عن أمله في أن تتحول هذه الجهود إلى خطوات ملموسة تعزز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.