الصليب الأحمر يعتبر إخلاء مدينة غزة مستحيلا وإسرائيل تواصل عملياتها

أربيل (كوردستان24)- تَوْقيع فريق وكالة فرانس برس مع مارك جوردييه في القدس

اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت أن إخلاء جماعيا لمدينة غزة أمر "مستحيل"، في وقت تواصل إسرائيل عملياتها مشدّدة الطوق على المدينة التي تعتبرها أحد آخر معاقل حركة حماس.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في بيان، "من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لـ(سكان) مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية".

ووصفت خطط الإجلاء بأنها "ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها".

وغادر آلاف السكان المدينة الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء حوالى 23 شهرا من الحرب.

وتقدّر الأمم المتحدة أنّ عدد سكّان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون نسمة.

وحذرت سبولياريتش من أنّ إخلاء كبرى مدن القطاع "سيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان لن يتمكّن أي جزء من قطاع غزة من استيعابه".

ورغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإنهاء الحرب، إلا أنّه يؤكد مواصلة العمليات العسكرية في القطاع، حيث أعطى أوامر للجيش للاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على مدينة غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة"، بعدما أكد الأربعاء أنّ إخلاءها من سكانها "أمر لا مفر منه".

ويأتي ذلك فيما تكثّفت العمليات العسكرية السبت في محيط المدينة.

- "قصف لا معنى له" -

وأثناء وجوده على الأطراف الشمالية لمدينتي غزة وجباليا، أفاد صحافي يتعاون مع وكالة فرانس برس بأنّه بات عند حدود المنطقة التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها. وقال إنّ عمليات القصف تقترب، مشيرا إلى أنّه يمكن سماع إطلاق نار وانفجارات بوضوح.

من جانبه، أفاد الدفاع المدني في القطاع عن ضربات إسرائيلية مكثفة على حيَي الصبرا (وسط) والزيتون (جنوب شرق)، وعن "تصعيد" في حي الشيخ رضوان (شمال).

وقال أبو محمد كشكو (42 عاما) الذي تمّ التواصل معه هاتفيا أثناء وجوده في شمال حي الزيتون، إنّ "القصف كان جنونيا لم يتوقف لثانية ونحن لم ننم أبدا طوال الليل".

وأضاف الرجل الذي لم يمتثل لأوامر الجيش بإخلاء مدينة غزة، كما هو حال العديد من سكانها، "لا نستطيع التنفس جيدا من القنابل الدخانية، اختنقنا... ونحن هنا محاصرون في بيوتنا".

وأشار إلى أنّه "لا يوجد مكان آمن، ولا يوجد لدينا مكان آخر نذهب إليه".

- "كارثة كاملة" -

من جانبها، قالت مريم ياسين وهي من سكان حي الشيخ رضوان، "طوال الليل لم يهدأ القصف والانفجارات، وأطفالي لم يستطيعوا النوم".

وأضافت المرأة البالغة من العمر 38 عاما، "زوجي ذهب قبل عدة أيام ليجد لنا مكانا، فلم يجد، ولا ندري ماذا نفعل".

وتابعت "نحن في غزة نعيش في مأساة يومية، وكأن العالم لا يسمعنا ولا يرانا".

وردا على سؤال فرانس برس بشأن العمليات العسكرية، قال الجيش الإسرائيلي الذي ينفذ عناصره عمليات برية في حي الزيتون منذ أيام، إنّ اثنين من جنوده أُصيبا بعبوة ناسفة "في شمال قطاع غزة".

والجمعة، حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني من أن "نحو مليون شخص بين المدينة والمحافظة الشمالية لا مكان لديهم يذهبون إليه ولا يملكون حتى إمكانات للتحرك"، مضيفا "إذا جرت العملية العسكرية بين السكان... فإنّها ستكون كارثة كاملة".

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في الهجوم ما زال في القطاع 47، نحو عشرين منهم لا يزالون أحياء، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 63025 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment