السليمانية.. ذوو ضحايا الأنفال وشهود سجن نقرة السلمان يتقدمون بشكوى ضد الحجاج

كوردستان24)- فتحت محكمة السليمانية الباب أمام ذوي ضحايا الأنفال لتقديم شكاواهم ضد المتهمين بارتكاب الجرائم.

أوضحت المحكمة أن ذوي الضحايا وكذلك الشهود الذين سُجنوا في معتقل نقرة السلمان، يمكنهم الحضور وتسجيل شكاواهم ضد المتهم حجاج أحمد. وجرى فتح باب الاستقبال في الأمن العامة بالسليمانية حيث تُدوّن الأسماء والشكاوى ليتم لاحقاً رفعها إلى المحكمة وبدء الإجراءات.

قادر صديق، أحد الناجين من سجن نقرة السلمان، قال لـكوردستان24: أتمنى أن يُحاكم الذين تلطخت أيديهم بدماء هذا الشعب، فقد استُدعينا سابقاً إلى الأمن العامة للإدلاء بشهاداتنا حول حجاج، حيث اعتُقلنا حينها ستة أشهر و15 يوماً في نقرة السلمان.

وأضاف: كنت في العاشرة أو الحادية عشرة من عمري حين سُجنت هناك. حجاج لم يفعل خيراً قط، بل كان يعذب الناس. من أبشع أفعاله أنه كان أثناء تجواله في أروقة السجن يتعدى على المعتقلين ويؤذيهم.

وتابع: عندما كان يدخل حجاج إلى السجن، كان الجميع يرتجف خوفاً، فقد عذّب كثيرين. مؤكداً أننا قدمنا شكوى ضد حجاج لكن عند محاكمته لم يخبرونا بموعد محاكمته. على الدول العربية أن تدرك أننا نحن الكورد دفعنا عبر التاريخ ثمناً باهظاً وتعرضنا للاضطهاد.

وقالت فاضلة حمه خولة، إحدى الناجيات من جرائم الأنفال: بعد مرور 37 عاماً، تمكنت من العثور على عجاج أحمد حردان الملقب بـعجاج نقرة السلمان، أحد المجرمين الذين مارسوا التعذيب والانتهاكات بحقها وعائلتها وآلاف الكورد في السجن، وسلمته للقانون.

وفي شهادة مؤلمة لـكوردستان24، روت فضيلة أيضا: أمضيت 8 أشهر و17 يوماً في سجن نقرة السلمان المظلم، وما زالت صور الرعب محفورة في ذاكرتي. كنت شاهدة على وحشية (عجاج) الذي كان أحد عناصر الأمن هناك.

وأضافت: أخي البالغ ست سنوات فارق الحياة أمام عيني بسبب الجوع والتعذيب، وعندما حملوه لم نجد كفناً له، فكفنوه بشماغ والدي. وفي أحد الأيام، عندما أخرجونا للتنظيف، رأيت بعيني كلباً ينهش جثة أخي.

وتابعت فاضلة شهادتها قائلة: لم تنتهِ مأساتي عند هذا الحد، فقد رأيت كيف قتلوا أختي الرضيعة ذات الستة أشهر. عجاج ضربها بعصا وهي في حضن والدتي، ففاضت روحها في المكان. لم يمر يوم إلا وتعرض أحدنا للتعذيب على يديه.

يُذكر أن في 31 تموز من هذا العام أُعلن عن اعتقال عجاج أحمد حردان التكريتي، أحد أبرز المتهمين بجرائم الأنفال، والذي عُرف بين الكورد بـحجاج الجلاد.

وتعود أحداث الأنفال إلى عام 1988، حين أطلق نظام البعث حملة عسكرية واسعة ومنظمة ضد الكورد، نُفذت على ثمانية مراحل، وأسفرت عن إبادة عشرات الآلاف وتدمير مئات القرى.

 
Fly Erbil Advertisment