تلوث المياه والهواء يثير قلق سكان خورماتو ومخاوف من انتشار الأمراض

أربيل (كوردستان24)- يشهد قضاء خورماتو، الواقع جنوب محافظة كركوك، تلوثاً بيئياً خطيراً يثير قلق السكان من تلوث مياه الشرب وتدهور جودة الهواء، وذلك بسبب إلقاء النفايات والمخلفات الصناعية في الأنهار والمناطق المحيطة بالمصافي النفطية. وقد دفعت هذه الأوضاع الفرق الصحية إلى التحرك لتوزيع أقراص الكلور وتنفيذ حملات توعية، في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة.
تظهر مقاطع الفيديو التي حصلت عليها كوردستان24، تلوثاً واضحاً في قنوات مياه الشرب في خورماتو، حيث تغطيها الطحالب الخضراء وتنتشر فيها النفايات البلاستيكية والزجاجية. ويهدد هذا التلوث بجعل المياه غير صالحة للشرب، مما دفع فرق الصحة لتوزيع أقراص الكلور على المنازل لتطهير المياه.
أحد سكان خورماتو، بيستون بارزان، أعرب عن استيائه قائلاً: " نحن أهالي خورماتو جميعاً مستاؤون. المياه هنا ملوثة جداً، وهذا يؤثر بشكل كبير على منازلنا، وخاصة كبار السن والأطفال الصغار. لا ندري أين نذهب بكبار السن والأطفال. بصراحة، التلوث يزعجنا كثيراً". 
وأضاف آخر: "مياه الشرب، يا أخي، مياه الشرب مشروعة، أي أنها ملوثة جداً. جميع الناس مستاؤون من هذه المياه، ومن أجل المال يقومون بتلويث المياه. المياه تحتاج إلى فلتر، تحتاج إلى معالجة".


روائح كريهة ومخاطر صحية
لعدة أيام، عانى سكان خورماتو من روائح كريهة مصدرها المصافي النفطية المنتشرة في المنطقة، مما أدى إلى تدهور جودة الهواء بشكل كبير. ورغم أن سكان خورماتو يعيشون في قلق دائم من هذا التلوث، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات جدية لحل هذه المشكلة حتى الآن.
وفي هذا السياق، صرح محمد بكر، وهو مواطن يعمل في مصفاة نفط بغداد: "المصفاة أُغلقت قبل سبعة أسابيع بسبب مشكلة إدارية وفنية. لم تعمل حتى هذه اللحظة، وتوقفت بالكامل. منذ يومين أو ثلاثة، تلقينا العديد من المكالمات الهاتفية من أناس يقولون إن هناك رائحة كريهة جداً قادمة من المصافي. نحن لا نحب أن يرى أحد ذلك. لدينا 18 مصفاة نفطية أخرى في المنطقة". 
وأضاف بكر: "أناشد أهالي مدينتي. نحن ممتنون جداً، ولكن إذا كانت هناك رائحة قادمة من مصفاة معينة، فليغلقوها فوراً. أنا أثق بهم".


مطالبات بمعايير بيئية صارمة
وفقاً لكوردستان24، تقع بعض هذه المصافي في مناطق أخرى من العراق، حيث تمنعها المخاطر البيئية من العمل. لكن في خورماتو، تعمل هذه المصافي بسهولة ودون قيود، متجاهلة المعايير الصحية والبيئية وسلامة السكان.
ويوجد في حدود خورماتو 20 مصفاة نفطية، تتجاهل جزء منها 17 معياراً للسلامة والصحة والبيئة. وهذا التجاهل أدى إلى تلوث بيئة خورماتو وانتشار الروائح الكريهة. هذا الوضع يثير قلق سكان المدينة، الذين يخشون على صحتهم وصحة أطفالهم في المستقبل، ما لم يتم إيجاد حل جذري لهذه المشكلة.


هريم جاف - كوردستان24 - خورماتو

 
Fly Erbil Advertisment