الجنود المجهولون.. فريق الإنقاذ النهري في سوران يتحدى المخاطر لحماية الأرواح

أربيل (كوردستان24)- مع اشتداد حرارة الصيف وتزايد إقبال المواطنين والسياح على الأنهار والجداول في إدارة سوران المستقلة، تتحول هذه الأماكن الطبيعية الخلابة إلى مصدر خطر حقيقي بسبب تكرار حوادث الغرق. وفي مواجهة هذه الكوارث، يقف فريق الإنقاذ النهري التابع لمديرية الدفاع المدني في سوران، أبطال يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين، ليجسدوا بحق معنى "الجنود المجهولون".
وحدة متخصصة لحماية الأنهار
تم تأسيس الفريق حديثاً كوحدة متخصصة تعمل على مدار الساعة للاستجابة لحالات الطوارئ. ويقول المقدم كاروان ميراودلي، مدير الدفاع المدني في سوران، لـكوردستان24:
"وفقاً للهيكل الجديد لمديرية الدفاع المدني، خصصنا ثلاثة مراكز لحماية الأنهار في منطقتنا. الشهر الماضي افتتحنا رسمياً مركز حماية أنهار سوران، الذي يضم 24 منتسباً جميعهم سباحون وغواصون مدربون على عمليات الإنقاذ."
تحديات جغرافية ومخاطر جسيمة
المهمة ليست سهلة. الطبيعة الجبلية الوعرة والتيارات المائية القوية تجعل من كل عملية إنقاذ مغامرة محفوفة بالمخاطر. ويؤكد أعضاء الفريق أن وعي المواطنين يمثل خط الدفاع الأول للحد من المآسي.
يقول هاوكار عبدالقادر، أحد أعضاء الفريق: "نحذر المواطنين باستمرار من السباحة في هذه الأنهار لأنها خطيرة للغاية. ومع ذلك، كثيرون لا يتعاونون معنا، مما يعرض حياتهم وحياتنا للخطر."
ويضيف زميله آرام جميل: "خلال سنوات عملنا، انتشل فريقنا أكثر من 132 جثة من أنهار سوران، إلى جانب إنقاذ العديد من الأرواح."
إصابات وتحديات صحية
لا يواجه الفريق خطر الغرق وحده، بل يتعرض أعضاؤه لإصابات متكررة أثناء أداء مهامهم. يقول آرام حاجي حسين: "كثيراً ما نصاب بجروح في أيدينا وأرجلنا بسبب الزجاج والأسلاك الشائكة في قاع النهر. كما أن تلوث المياه يزيد من صعوبة عملنا."
تكريم وتقدير
تقديراً لتضحياتهم، كرمت إدارة سوران المستقلة الفريق. وأشاد هلكورد الشيخ نجيب، المشرف على الإدارة، بشجاعتهم قائلاً: "ما لاحظته خلال الأسابيع الماضية هو الجهد الكبير الذي بذله هؤلاء الأبطال. أثبتوا أنهم دائماً على أهبة الاستعداد للوصول إلى مواقع الحوادث بسرعة وفعالية. الدفاع المدني في سوران أصبح مصدر فخر لنا جميعاً."
واجب مقدس
رغم كل التحديات، يواصل هؤلاء الجنود المجهولون أداء واجبهم الإنساني، واضعين حياتهم على المحك لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم. وبعملهم هذا، يؤكدون أن رسالتهم أكبر من مجرد وظيفة… إنها واجب مقدس لخدمة الوطن.