المخرج السوري محمد عبد العزيز يناقش مستقبل الدراما السورية والكوردية بعد سقوط النظام
أربيل (كوردستان 24)- في مقابلة حديثة مع كوردستان 24، قدم المخرج السوري الشهير محمد عبد العزيز رؤيته حول المشهد المتطور للدراما السورية بعد سقوط النظام السابق. وأعرب عن تفاؤله بعودة النشاط الفني في البلاد، كاشفاً عن طموحاته لإنتاج مسلسلات تلفزيونية باللغة الكوردية. تناولت المقابلة التحديات والآفاق التي تواجه صناعة الدراما السورية والكردية في حقبة جديدة.
كشف عبد العزيز، وهو شخصية بارزة في السينما السورية ومعروف بأفلام مثل "دمشق مع حبي" و"نصف ملغ نيكوتين"، أنه يعمل حاليًا على أحد أوائل المسلسلات التي يتم تصويرها بعد التحول السياسي الأخير.
وأشار إلى تغير كبير في أجواء العمل، مسلطًا الضوء على الدعم الذي تلقوه من "لجنة الدراما الوطنية" التي سهلت العديد من الإنتاجات. وقال: "من المرجح أن يكون هذا العام أفضل للأعمال الفنية، وقد بدأ العديد من زملائي بالفعل في مشاريعهم"، ملمحًا إلى نهضة محتملة في التلفزيون السوري.
وأكد المخرج أنه على الرغم من أن الوضع الأمني لا يزال مصدر قلق، إلا أن الحرية الإبداعية الجديدة قد أنعشت الصناعة. ويتوقع زيادة كبيرة في حجم وتنوع الإنتاجات الدرامية مقارنة بالسنوات السابقة، مدفوعة بعودة رأس المال الوطني والعربي للاستثمار.
وعند سؤاله عن مستقبل الدراما السورية، أعرب عبد العزيز عن إيمانه بأن الصناعة تسير في مسار تصاعدي. وقد أشاد العديد من صانعي الأفلام بسقوط نظام الأسد معتبرين إياه فجر حقبة جديدة للسينما في البلاد، متحررة من الاضطهاد والرقابة.
وأشار إلى عودة العديد من الفنانين من المنفى وبدء عدة مشاريع جديدة كدليل على مستقبل أكثر إشراقًا. وقال: "أعتقد أن هذا العام سيكون أفضل من الماضي"، متوقعًا مجموعة أوسع من الأعمال الدرامية ليستمتع بها الجمهور.
ثم تحول الحديث إلى تمثيل المجتمع الكردي في الإعلام السوري. وإذ أقر بأن الدراما الكردية قد تم تهميشها تاريخيًا، مع وجود ملحوظ في السينما أكثر من التلفزيون، شارك عبد العزيز، وهو من أصل كوردي، طموحه الشخصي لإنشاء عمل درامي باللغة الكوردية. وأكد قائلاً: "بصفتي كورديًا، من المهم جدًا بالنسبة لي أن تكون هناك دراما كوردية، بغض النظر عما إذا كنت سأخرجها بنفسي أم سيخرجها آخرون".
وأشاد بالجهود المبذولة في إقليم كوردستان لتعزيز الفنون الدرامية وأعرب عن أمله في زيارة الإقليم والتعاون مع الفنانين هناك.
كما تطرق المخرج إلى القضية الأوسع المتعلقة بتمثيل الأقليات في الإعلام السوري، مشيرًا إلى أن المكون الكوردي، من بين مكونات أخرى، كان غائبًا إلى حد كبير عن الدراما السائدة في ظل النظام السابق. وأعرب عن أمله في أن تؤدي الحقبة الجديدة إلى تصوير أكثر شمولاً وتنوعًا للمجتمع السوري.
وفي رسالة وجهها إلى أهالي كوردستان سوريا (شمال شرق سوريا) وإقليم كوردستان، بعث عبد العزيز برسالة أمل وتضامن.
وأشاد بالتقدم والاستقرار في إقليم كوردستان العراق، معتبرًا إياه مصدر إلهام. وأعرب عن أمله في مسار مماثل من السلام والتنمية في شمال شرق سوريا، يتم تحقيقه من خلال الحوار والتفاهم بين جميع المكونات.
واختتمت المقابلة بتأكيد عبد العزيز مجددًا على التزامه بالمساهمة في مشهد ثقافي سوري وكوردي حيوي وشامل يعكس التنوع الغني للمنطقة. ويترقب الجمهور بشغف مسلسله القادم، الذي يستكشف النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمع السوري في الأشهر الأخيرة قبل سقوط النظام من خلال قصة صراع عائلي، متطلعين إلى روايات جديدة تنبثق من سوريا المتغيرة.
تقرير | أنور عبد اللطيف - مراسل كوردستان24