مهرجان نينوى السينمائي.. تجربة جديدة وإضاءة على جانب منسي

أربيل (كوردستان 24)- تستعيد الموصل عافيتها الفنية شيئًا فشيئًا، وفي سابقة تاريخية، تحتضن المدينة أول مهرجان سينمائي وُصف بالدولي. يؤكد القائمون على المهرجان أنه يهدف إلى إحياء الفن في نينوى، وفتح أبواب المدينة أمام العالم السينمائي.
إعادة رسم صورة الموصل
عبد الرحمن الخيرو، المنظم اللوجستي للمهرجان، أوضح أن الهدف الأساسي هو تعزيز الثقافة السينمائية في نينوى، وتغيير الصورة النمطية التي تصفها بمدينة مدمرة غير صالحة للحياة. وأضاف أن الفنانين العرب الذين حضروا المهرجان تفاجؤوا بمستوى الأمن والتطور العمراني الذي شاهدوه، مما يناقض ما كان يُروج عن المدينة.
الأفلام الفائزة
تنافس في المهرجان 40 فيلمًا، بواقع 20 فيلماً من داخل العراق و20 من خارجه، حيث فازت ثلاثة أفلام بالجوائز الأولى:
- أفضل فيلم سينمائي طويل: آمنة للمخرج التونسي بوسلامة الشماخ.
- أفضل فيلم سينمائي قصير: فوتوغراف للمخرج السوري المهند كلثوم.
- أفضل فيلم أنيميشن: الحرب والسلام للمخرجة العراقية أنهار المنسي.
فعاليات ثقافية وفنية متنوعة
لم يقتصر المهرجان على عروض الأفلام، بل تخللته فعاليات فنية ومعارض متعددة، أبرزها:
- فقرات موسيقية قدمتها فرقة دار بغديدا.
- عزف منفرد على الكمان للفنان محمد محمود.
- أمسية غنائية للفنانة نوفا عماد.
- عرض للباليه بمشاركة أكاديمية بغداد للباليه.
كما شمل المهرجان معرضاً للوحات الفنية والرسومات التي جسدت تاريخ المدينة وما مرت به من أحداث.
حضور فني عربي وعراقي بارز
شارك في المهرجان نخبة من الفنانين العراقيين، منهم جواد الشكرجي، آسيا كمال، سمر محمد، فاطمة الربيعي، محسن العلي، إحسان دعدوش، غسان إسماعيل، إضافة إلى ممثلين شباب وأعضاء من نقابة الفنانين العراقيين.
كما ضم الحضور عدداً من الفنانين العرب، مثل أحمد صيام، أحمد بدير، أحمد زاهر، لقاء الخميسي (مصر)، آمنة والي، روبين عيسى، زهير عبد الكريم، إضافة إلى عدد من ممثلي مسلسل باب الحارة من سوريا.
زيارات إلى معالم نينوى التاريخية
ضمن فعاليات المهرجان، نُظمت جولات استطلاعية للضيوف العراقيين والعرب إلى أبرز معالم نينوى التاريخية، مثل منارة الحدباء، كنيسة الساعة، بيت التراث، مما أتاح لهم التعرف عن قرب على إرث الموصل الحضاري. وقد عبّر الفنانون عن إعجابهم بعمق المدينة التاريخي، متأسفين لما حلّ بها خلال فترة سيطرة التنظيمات الإرهابية والمعارك التي تلتها.
انتقادات ومطالبات
ورغم الأصداء الإيجابية للمهرجان، لم يخلُ الحدث من الانتقادات، حيث أعرب عدد من الفنانين والصحفيين الموصليين عن استيائهم من عدم دعوتهم لحضوره أو مشاركتهم فيه. كما أشار البعض إلى أن نينوى، التي لا تملك مسرحًا أو دار سينما حاليًا، لم تنتج فيلمًا واحدًا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السينما في المدينة.
وفي هذا السياق، طالب فنانون ومثقفون وزير الثقافة، فكاك البدراني، بالالتفات إلى هذا الجانب والعمل على إعادة إعمار مسرح الربيع ودور السينما، إضافة إلى دعم الفنانين والمخرجين لإنتاج أعمال سينمائية تعكس روح نينوى وتاريخها.
ريحان الموصلي – كوردستان24