الأمطار تفاقم معاناة الناجين من زلزال أفغانستان

أربيل (كوردستان 24)- بعد أربعة أيام على زلزال سوّى منزله بالأرض في شرق أفغانستان، اعتقد خان زمان حنفي بأن الأسوأ انتهى ... إلى أن بدأت الأمطار.
أفاد المزارع البالغ 35 عاما بأن "الحكومة وفرق الإغاثة نسوا" قريته.
وقال لفرانس برس من حقل للذرة حيث ينام مع عائلته بعيدا من قريتهم المدمّرة شيلت "تُركنا للنوم في العراء تحت المطر".
بُنيت المنازل المصنوعة من الطين على منحدرات الجبال، مكدّسة بعضها فوق بعض في هذه الوديان التي شكلت في الماضي طرقا وممرات لتهريب المقاتلين من باكستان وإليها قبل عودة طالبان إلى السلطة.
وعندما وقع الزلزال الذي بلغت قوّته ست درجات ليل الأحد، انهارت المنازل واحدا تلو آخر.
وكانت ولاية كونار الشهيرة بغاباتها الأكثر تضررا جراء الزلزال الذي يعد من بين الهزّات الأكثر تسببا بسقوط قتلى في تاريخ البلاد، إذ بلغت حصيلة ضحاياه أكثر من 2200 قتيل.
"فوضى"
قال حنفي "كان هناك 350 منزلا في شيلت و300 في ماما غول وسمعنا أنه تم توزيع 68 خيمة فقط"، لافتا الى أنه لم يحصل على واحدة.
وأضاف "العيش هنا غير ممكن.. لكننا فقراء. نريد من الحكومة وهيئات الإغاثة مساعدتنا على إعادة بناء منازلنا".
لكن سلطات طالبان أقرّت بالفعل بأنها غير قادرة على التعامل مع الكارثة وحدها.
من جانبها، تفيد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بأنها تعاني أصلا ضغطا على مواردها في وقت تواجه تراجعا كبيرا في الدعم الدولي ومع عودة ملايين المهاجرين الذين تم ترحيلهم من بلدان مجاورة.
وحاليا، ترسل السلطات جرّافات إلى منحدرات كونار لإزالة الركام من بعض الشوارع الضيّقة والمتعرّجة بأسرع وقت.
وبسبب الجروح التي أصيب بها، نُقل خان سعيد دشماش في مروحية إلى جانب نحو عشرة من أقاربه المصابين، من قريته في منجيغال إلى مستشفى في جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار المجاورة.
فقد المزارع البالغ 47 عاما ستة من أفراد عائلته في الزلزال فضلا عن جميع أبقاره وأغنامه.
وقال "الجميع يعانون الصدمة. إنها حالة من الفوضى، لم تعد لدينا القدرة على التفكير بشكل سليم".
كل منزل مدمّر
بالنسبة لدشماش، الأمر الوحيد المؤكد حاليا هو أنه "لم يعد من الممكن العيش في هذه القرى. ما زالت هناك هزّات ارتدادية وكل منزل مدمّر. يتعيّن نقلنا إلى مكان آخر".
لكن عبد العلام نظامي (35 عاما) أشار إلى أنه يفضّل البقاء في قريته مسعود حيث ورث حقول الذرة من والده.
وسيبدأ من الصفر لإصلاح كل ما دمّره الزلزال والانزلاقات الأرضية والصخور، في بلد يعيش قرابة 85 في المئة من سكانه على دولار واحد يوميا، بحسب الأمم المتحدة.
وبدأ العمل لإزالة الركام الذي أغلق الطرقات، لكن "يتعيّن أيضا إعادة بناء قنوات الري وخزانات المياه لتفادي خسارة المحاصيل بالكامل"، بحسب نظامي الذي يركّز حاليا على وضعه المعيشي الحالي.
وقال "لا توجد سوى خيمة واحدة لعائلتين أو ثلاث، وتتسرّب المياه من بعضها عند هطول الأمطار".
وأكد أن المطر تواصل "الليلة الماضية ومجددا هذا الصباح".
وفي مزار دارا، أورد المزارع زاهر خان صافي (48 عاما) أن هناك "ثقوبا" في الأغطية البلاستيكية التي تم إخراجها من تحت الأنقاض لإقامة خيام موقتة وبالتالي فإنها "لا تقينا المطر".
وقال لفرانس برس "نحافظ عليها من أجل الأطفال"، لكن ملابسهم تبتل بكل الأحوال "ولا ملابس أخرى لديهم لاستبدالها".
المصدر: فرانس برس