ذي قار تستغيث: مياه الشرب ملوثة والأمراض تنتشر وسط غياب الرقابة الفعالة
أربيل (كوردستان 24)- تدق محافظة ذي قار ناقوس الخطر، حيث تواجه أزمة بيئية وصحية حادة نتيجة التلوث المتزايد لمصادر مياه الشرب.
أنهار المحافظة، التي تشكل شريان الحياة للسكان، تحولت إلى مصبات للنفايات الصلبة والسائلة ومياه الصرف الصحي، في ظل غياب شبه تام للرقابة والإجراءات الرادعة من قبل الجهات المختصة.
هذا التلوث المستمر لم يؤدِ فقط إلى تدهور كارثي في جودة المياه، بل تسبب أيضاً في تفشي العديد من الأمراض المعوية والجلدية بين السكان، مما يضع عبئاً إضافياً على القطاع الصحي المنهك في المحافظة.
وفي حديث لـ K24، أكد الدكتور موفق الطائي/ مدير بيئة ذي قار أن "الملوثات تؤدي إلى الكثير من الأمراض، بما فيها الأمراض السرطانية".
وأوضح أن "أغلب محطات مياه الإسالة تأخذ المياه الخام من هذه الأنهار الملوثة، كنهر الفرات والغراف، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان".
وأشار إلى أن المديرية تتخذ بعض الإجراءات من خلال الكشوفات الميدانية والإجراءات القضائية، لكن حجم المشكلة يبدو أكبر من الحلول المتاحة.
من جانبهم، عبر المواطنون عن قلقهم البالغ إزاء هذا الإهمال الذي يهدد حياتهم اليومية.
وقال محمد الحسيني، ناشط مدني : "انعكاسات التلوث على حياة الناس واضحة، خاصة فيما يتعلق بالأمراض، وتحديداً مرض الفشل الكلوي الذي تتصاعد أعداد المصابين به في المحافظة بشكل مقلق".
وأضاف: "الثروة السمكية والأحياء المائية في خطر دائم نتيجة صب مياه المجاري وتلوث المصانع في الأنهار. غياب الاهتمام الحكومي بهذا الموضوع أدى إلى تفاقم المشكلات الصحية".
وأشار المواطن علي جبار إلى مصادر التلوث المباشرة قائلاً: "هناك أنابيب من السوق والمقاهي تصب مياه المجاري مباشرة في الشط. هذا الماء يستخدمه البعض للشرب عبر سيارات الإسالة، وآخرون للغسيل والري، وكل هذا يؤثر سلباً على الجميع".
ورغم التحذيرات والمناشدات المتكررة، لا تزال استجابة الجهات المعنية دون المستوى المطلوب، فيما تتسع رقعة الأمراض المرتبطة بتلوث المياه يوماً بعد يوم.
ويطالب الأهالي الحكومة المحلية والوزارات المعنية بالتدخل الفوري، وفرض رقابة صارمة، وإنشاء محطات معالجة، وتوعية المجتمع بمخاطر هذا الوضع الكارثي الذي يهدد مستقبل المحافظة.
حيدر حنون - كوردستان 24 – الناصرية