الوجه الآخر للبروتين.. من بناء العضلات إلى "تسميم الجسم"

أربيل (كوردستان24)- يساعد تناول البروتين على تكوين أنسجة العضلات، والإنزيمات، والهرمونات، ويلعب دورا في وظيفة المناعة، كما يمكن أن يمنح الطاقة، لكن الزيادة في استهلاكه لها تأثيرات سلبية على صحة الجسم لا سيما بالنسبة للكلى.
ووفقا لما نشر موقع، ساينس أليرت، توصي إرشادات الأكل الصحي في أستراليا، التي وضعها خبراء وتدعمها الحكومة، بأن نحصل على 15–25 بالمئة من احتياجاتنا اليومية من الطاقة من البروتين.
الكمية اليومية الموصى بها من البروتين للبالغين هي 0.84 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم للرجال، و0.75 غرام لكل كيلوغرام للنساء، وهذا يعادل قرابة 76 غراما يوميا لرجل يزن 90 كيلوغراما، أو 53 غراما يوميًا لامرأة تزن 70 كيلوغراما.
ونقل الموقع عن مارغريت موراي، المحاضِرة الأولى في التغذية، بجامعة سوينبرن للتكنولوجيا، قولها إنه بالنسبة لمن يعملون على زيادة الكتلة العضلية من خلال تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال، فإن تناول البروتين حتى 1.6 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا (أي 144 غراما يوميا لشخص يزن 90 كيلوغرامًا) يمكن أن يساعد على زيادة قوة العضلات وحجمها.
لكنها أشارت إلى أن الأبحاث تُظهر أنه لا توجد أي فائدة إضافية لاكتساب العضلات من تناول أكثر من ذلك، مضيفة: "بالنسبة لمعظمنا، لا توجد أي فائدة من استهلاك البروتين فوق المستوى الموصى به".
وأكدت أن تناول الكثير من البروتين قد يسبب مشاكل، حيث لا يتم التخلص من البروتين الزائد كله من الجسم عبر البول أو البراز، بل يبقى في الجسم وله تأثيرات مختلفة.
وأوضحت أن، البروتين مصدر للطاقة، لذا فإن تناول المزيد منه يعني استهلاك طاقة أكثر، وعندما نستهلك طاقة أكثر مما نحتاج، يحول الجسم الفائض إلى أنسجة دهنية للتخزين.
وبينت مارغريت أن هناك بعض الحالات الصحية التي يجب فيها تجنب تناول البروتين الزائد، على سبيل المثال، يجب على المصابين بمرض الكلى المزمن مراقبة تناول البروتين عن كثب، تحت إشراف اختصاصي تغذية، لتجنب تلف الكلى.
هناك أيضا حالة تسمى "تسمم البروتين"، وهي تحدث عندما تتناول الكثير من البروتينات دون الحصول على ما يكفي من الدهون، والكربوهيدرات، والمواد الغذائية الأخرى.
كما تُعرف أيضا بـ "جوع الأرانب"، في إشارة إلى أن الذين اعتمدوا على نظام غذائي قائم أساسا على الأرانب (المعروفة بأنها فقيرة بالدهون) حيث أصيبوا بسرعة بمرض خطير.
الخبيرة أكدت أنه يمكننا الحصول على البروتين من مصادر نباتية (مثل الفاصوليا، العدس، الحبوب الكاملة) ومصادر حيوانية (مثل البيض، منتجات الألبان، اللحوم أو الأسماك).
وأشارت إلى ارتباط تناول كميات كبيرة من البروتين من مصادر حيوانية بزيادة خطر الوفاة المبكرة بين كبار السن الأستراليين (خصوصا الوفاة بسبب السرطان).
كما ارتبط تناول الكثير من البروتين الحيواني بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
في المقابل، تناول المزيد من البروتين من مصادر نباتية له علاقة بانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان، وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
كما أن العديد من مصادر البروتين الحيواني تحتوي أيضا على نسب عالية نسبيا من الدهون، خاصة الدهون المشبعة.
ولفتت موراي، إلى أن الاستهلاك المرتفع من الدهون المشبعة يسهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، أما العديد من مصادر البروتين النباتية، فهي أيضًا مصادر للألياف الغذائية، والتي تساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة (مثل أمراض القلب) كما يدعم هذا النوع من البروتين صحة الأمعاء.
واختتمت المحاضِرة في التغذية نصيحتها بالقول: "بشكل عام، مصدر البروتين، وتحقيق التوازن بين المصادر الحيوانية والنباتية، أهم بكثير من مجرد محاولة إضافة المزيد من البروتين إلى نظامك الغذائي".