في ذكرى التحرير.. أهالي الأنبار يستذكرون مواقف إقليم كوردستان الإنسانية

أربيل (كوردستان24)- مع حلول ذكرى تحرير مدن محافظة الأنبار من سيطرة التنظيمات الإرهابية، يستذكر أهالي المحافظة بامتنان وعرفان المواقف الإنسانية لإقليم كوردستان وحكومته، التي فتحت أبوابها لاستقبال مئات الآلاف من النازحين وقدمت لهم المأوى والدعم في أحلك الظروف.

ذاكرة لا تُمحى من الألم والأمل

لا تزال مشاهد الدمار الذي خلفته الحرب ماثلة في بعض مناطق الأنبار، شاهدة على حجم المعاناة التي عاشها سكانها. إلا أن هذه الذكرى تحمل في طياتها أيضًا قصصًا من التلاحم الوطني والتضامن الإنساني، كان لإقليم كوردستان الدور الأبرز فيها.

كوردستان.. حضن دافئ للنازحين

في الوقت الذي أُغلقت فيه أبواب العاصمة بغداد أمامهم عند جسر بزيبز، وجد أهالي الأنبار في إقليم كوردستان ملاذًا آمنًا وحضنًا دافئًا. يتذكر الأهالي كيف استقبلهم الإقليم وقدم لهم المساعدات الإغاثية والإنسانية، في موقف جسّد أسمى معاني الأخوة والوحدة الوطنية.

وفي هذا السياق، قال أحد المواطنين: "مواقف كوردستان مشهودة وطيبة تجاه العراقيين، وهم أيضًا عراقيون. استوعبوا النازحين لسنوات طويلة، ووقفتهم معنا كانت مشرفة. من حقهم علينا أن نرد لهم الجميل".

وأضاف مواطن آخر: "نشكر أهل وحكومة إقليم كوردستان على احتضانهم لأهلهم وناسهم من محافظة الأنبار. هذه المواقف سيسطرها التاريخ وستتناقلها الأجيال. كلنا نتذكر معاناة جسر بزيبز، وكيف كانت كردستان هي الملجأ الوحيد".

من رماد الحرب إلى فجر الإعمار

اليوم، وبعد طي صفحة الألم، تشهد مدن الأنبار حركة عمران وتطور ملحوظة. فالشوارع التي كانت مسرحًا للدمار، أصبحت اليوم تنبض بالحياة، والمشاريع الخدمية والبنية التحتية تعود تدريجيًا لترسم ملامح مستقبل واعد للمحافظة.

ومع ذلك، يبقى وفاء أهالي الأنبار لإقليم كوردستان عنوانًا ثابتًا ورسالة إنسانية خالدة تؤكد أن الشدائد تظهر معادن الرجال، وأن روابط الأخوة أقوى من كل المحن. 


تقرير: محمد الدليمي – كوردستان24 – الانبار

 
Fly Erbil Advertisment