استمرار انبعاث الأدخنة من المصافي يضاعف معاناة الأهالي في عربت بالسليمانية

أربيل (كوردستان 24)- أثار انتشار الروائح الكريهة والأدخنة المتصاعدة من عدد من المعامل والمصافي النفطية في حدود بلدة عربت وقضاء شارزور استياءً واسعًا ومخاوف كبيرة بين السكان المحليين.
ويؤكد الأهالي أن هذا التلوث البيئي أضر بحياتهم اليومية، إذ تسبب لهم مشكلات في التنفس وحرمانًا من النوم، لاسيما بين الأطفال وكبار السن الذين يعانون أكثر من غيرهم من ضيق التنفس والأمراض الصدرية.
ويُعزى التلوث في عربت بشكل خاص إلى الأدخنة الصادرة عن المصافي النفطية والمعامل المنتشرة في المنطقة، ما أدى إلى تدهور البيئة المحيطة.
وناشد سكان المنطقة الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة وإعادة الاستقرار الصحي والبيئي إلى منطقتهم.
وقال جبار أحمد، أحد سكان عربت، في تصريح لـكوردستان24: نحن سكان القرى المحيطة في عربت محاصرون بالمعامل والمصافي. حياتنا لم تعد تحتمل، فالروائح والدخان يمنعاننا من النوم والتنفس، وجميعنا أصبنا بأمراض.
من جهته، أشار غفور حمه رشيد، وهو من سكان المنطقة أيضًا، إلى أن المشكلة مستمرة منذ سنوات من دون حلول جذرية، وأضاف: لقد أصبحنا مهددين في صحتنا وبيئتنا، ونحن في حالة خوف دائم.
أما إداريًا، فقد أوضح دابان محمد، رئيس بلدية عربت، أن السلطات رفعت شكاوى عدة وساقت بعض المعامل إلى المحاكم حيث صدرت بحقها أحكام، لكن المشكلة ما زالت قائمة.
وانتقد محمد مديرية البيئة بالسليمانية، واعتبر أنها "مقصّرة وغير قادرة على أداء واجبها."
وتقع بلدة عربت على بُعد 15 كيلومترًا شرق السليمانية، وتنتشر فيها عشرات المعامل والمصافي، التي تُعد السبب الرئيسي في انتشار الروائح والأدخنة.
ولم تقتصر تداعيات الأزمة على عربت وحدها، بل طالت أيضًا بلدات شارزور وزرايَن والقرى المحيطة، ما أثار قلق السكان مع استمرار منح التراخيص لإقامة معامل جديدة من دون الالتزام بالمعايير البيئية والصحية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة نحو 200 ألف نسمة في المنطقة.
وبحسب مصادر طبية، فإن هذه الروائح السامة تُعد سببًا رئيسيًا في تفشي أمراض الجهاز التنفسي، لاسيما بين الأطفال وكبار السن، الأمر الذي دفع السكان إلى مطالبة السلطات والجهات المسؤولة بالتدخل السريع لوضع حد لهذه المعاناة وضمان بيئة صحية آمنة لهم.