الألغام ومخلفات الحرب تهدد الحياة في مدينة تدمر الأثرية
أربيل (كوردستان24)- تواجه مدينة تدمر الأثرية في سوريا أزمة إنسانية وأمنية متفاقمة نتيجة الانتشار الواسع للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، التي خلفتها سنوات الحرب الطويلة. وتشكل هذه المخاطر تهديداً مباشراً لحياة المدنيين العائدين، كما تعيق جهود إعادة الإعمار وتشل النشاط الاقتصادي في المنطقة.
حقول موت تحاصر المدنيين
خلفت سنوات الصراع تدمر ومحيطها ملغّمة بمئات العبوات الناسفة، ما حوّل مساحات واسعة إلى حقول موت. المدنيون – وخاصة الأطفال – يدفعون الثمن الأكبر لجهلهم بخطورة هذه المخلفات، إذ وثقت تقارير محلية سقوط أكثر من 32 قتيلاً وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين منذ سقوط النظام السابق.
يقول أحد سكان المدينة في حديثه لـ"كوردستان24"، "الألغام تسببت بعدد كارثي من الشهداء والجرحى. إنها تمنع المزارعين من العودة إلى أراضيهم وتشُل إعادة الإعمار والخدمات الأساسية."
مواقع أثرية محفوفة بالخطر
لا يقتصر التلوث على المناطق النائية، بل يشمل قلب المدينة الأثرية ومواقعها التاريخية الشهيرة. وبحسب ناشطين، قامت القوات العسكرية والميليشيات التي سيطرت على المنطقة في فترات مختلفة بزرع "عشرات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة الروسية والإيرانية والمحلية الصنع"، ما حوّل المدينة والبادية المحيطة بها إلى مشهد محفوف بالمخاطر.
جهود محدودة أمام تحديات هائلة
فرق الهندسة المحلية والعسكرية تعمل منذ أشهر على عمليات مسح وإزالة الألغام. وقد تمكنت حتى الآن من تفكيك أكثر من 1,500 عبوة ناسفة، غير أن هذه الجهود لا تزال محدودة أمام حجم التلوث الكبير.
محمد بهاء الدين، أحد سكان تدمر، قال لـ"كوردستان24"، "نعيش وكأننا مقيدون. الألغام تمنعنا من العودة إلى حياتنا الطبيعية."
ويضيف محمد صالح، وهو مزارع من ريف المدينة، "لا نستطيع الوصول إلى حقولنا خوفاً من الانفجارات. توقفت الزراعة تماماً، وهذا يعني أن اقتصادنا مشلول."
مطالبات بالدعم الدولي
يطالب أهالي تدمر والسلطات المحلية بتقديم معدات متطورة ودعم دولي لتسريع عمليات التطهير. فالمهمة لا تقتصر على حماية أرواح المدنيين فحسب، بل تشمل أيضاً إنقاذ التراث الثقافي الفريد للمدينة التاريخية وإعادتها إلى مكانتها السياحية العالمية.
تقریر: أنور عبدالطيف – كوردستان24 - تدمر