أزمة صامتة في قامشلو.. حياة المرضى على المحك بسبب توقف بنك الدم الرئيسي

أربيل (كوردستان 24)- تواجه مدينة قامشلو في غرب كوردستان (شمال شرق سوريا)، أزمة صحية حادة تهدد حياة عشرات المرضى، وذلك عقب توقف بنك الدم الرئيسي عن العمل، مما خلق فراغاً كارثياً في تأمين وحدات الدم الضرورية للحالات الطارئة والعمليات الجراحية.
ويعيش أهالي المرضى والمصابون في سباق محموم مع الزمن لتأمين قطرة دم قد تنقذ حياة أحبائهم. ففي أروقة المستشفيات، لم يعد الحصول على الدم مهمة الطاقم الطبي، بل تحول إلى عبء ثقيل يقع على كاهل أسر المرضى الذين يضطرون للبحث عن متبرعين عبر مناشدات يطلقونها على وسائل التواصل الاجتماعي، في رحلة يائسة قد تنتهي بفقدان عزيز.
هذه المعاناة لخصها المواطن إسماعيل حسن، والد طفل مصاب يرقد في المستشفى، بكلمات مؤثرة تعكس حجم المأساة: "ابني تعرض لحادث، ونقله إلى المستشفى كان بداية معركة أخرى. البحث عن الدم هو التحدي الأكبر. نضطر لنشر مناشدات على فيسبوك وانتظار من يستجيب".
وأضاف حسن: "حتى لو وجدنا المتبرع، نواجه صعوبة في توفر المعدات اللازمة في المستشفى. للأسف، هناك حالات كثيرة لا تنجو، ويموت الناس بسبب عدم توفر فصيلة الدم المطلوبة في الوقت المناسب. نحن بحاجة ماسة لنظام مركزي يجمع الدم ويؤمنه للمحتاجين".
كان بنك الدم سابقاً يوفر شريان حياة للمدينة، حيث كان يغطي احتياجات جميع المستشفيات ويوفر كافة فصائل الدم، لكن بعد توقفه، باتت المستشفيات والأطقم الطبية تواجه تحديات هائلة، خاصة في العمليات الجراحية الحرجة.
من داخل مختبر مستشفى السلام، أوضحت منال محمد، مديرة المستشفى، أن غياب بنك الدم يضع عبئاً هائلاً على الجميع، قائلة: "غالبية عملياتنا الجراحية، خاصة القيصرية والطارئة، تحتاج إلى دم بشكل فوري".
وأضافت: "في السابق، كان بنك الدم يوفر لنا كل ما نحتاجه من فصائل مختلفة، أما الآن فالعبء يقع بالكامل على المريض وعائلته والطبيب. في كثير من الأحيان، نضطر لتأجيل عمليات أو نواجه خطر فقدان المريض لعدم توفر الدم. نناشد وزارة الصحة والجهات المعنية إعادة تفعيل بنك الدم فوراً، لأن حياة الناس تعتمد على ذلك".
وتأتي أزمة الدم لتفاقم الوضع الصحي المتردي أصلاً في مناطق غرب كوردستان، التي تعاني من نقص حاد في الدعم والمعدات الطبية والأدوية، مما يضع القطاع الصحي بأكمله أمام تحديات جسيمة، ويدفع المواطنون الثمن الأغلى من حياتهم وصحتهم.