بساتين النخيل في ذي قار مهددة بالزوال بسبب التوسع العمراني والتصحر

أربيل (كوردستان24)- تواجه محافظة ذي قار خطرًا متزايدًا يهدد بساتين النخيل التي شكّلت لعقود طويلة رمزًا زراعيًا وتراثيًا للمنطقة، بعدما كانت تغطي أكثر من 42 ألف دونم من الأراضي الزراعية وتنتج أصنافًا مميزة من التمور.

لكن في السنوات الأخيرة، تراجعت المساحات الخضراء بشكل حاد نتيجة التوسع العمراني والتعديات على الأراضي الزراعية، حيث شرع بعض الأهالي والمستثمرين بقطع النخيل وتجريف البساتين لتحويلها إلى مناطق سكنية، ما يثير مخاوف جدية من تفاقم ظاهرة التصحر وفقدان مورد اقتصادي حيوي.

علي الناصري – مزارع يقول لكوردستان24: "بدأت عمليات تجريف بساتيننا في المنطقة، ورأينا أشخاصًا غرباء يقطعون النخيل. وعندما سألناهم عن السبب، قالوا إن الأرض ستتحول لمناطق بناء. هذا التوجه يهدد بزوال البساتين التي يعتمد عليها سكان المنطقة في حياتهم".

بدوره يقول محمد ناصر – مزارع "التجريف بدأ من قرب المستشفى العسكري وامتد بسرعة لمسافة كيلومترين، واليوم قُطع ما يقارب 100 دونم من البساتين".

ويرى مختصون أن خطورة هذه الممارسات لا تتوقف عند الجانب الاقتصادي فقط، بل تطال الهوية الزراعية لذي قار، حيث لم تكن النخلة مجرد شجرة مثمرة، بل جزءًا من إرث اجتماعي وثقافي وفر مصدر دخل ثابت للعائلات لعشرات السنين.

وفي هذا الصدد يقول مقداد إلياسري – رئيس جمعية فلاحي ذي قار، "النخلة هي رمز العراق الزراعي وهويته، لكنها اليوم تواجه خطر الإزالة. المؤسف أن البعض يتعمد تجريفها لبيع الأرض أو تحويلها إلى مناطق سكنية، بدل الحفاظ عليها كإرث زراعي واستراتيجي".

ومع استمرار إزالة الرقعة الخضراء، ترتفع الأصوات المطالِبة بسنّ قوانين صارمة للحد من الاعتداء على الأراضي الزراعية، ووضع حدود واضحة لحمايتها. ويحذر ناشطون بيئيون من أن ذي قار مهددة بخسارة واحدة من أهم ثرواتها الزراعية والبيئية، وهو ما قد يجعل أبناءها الأصليين يشعرون بالغربة في أرض عاشوا عليها لأجيال متعاقبة.


تقرير : حيدر حنون - ذي قار – كوردستان24

 
Fly Erbil Advertisment